لا يتوقف الحديث بمدينة مرتيل عن أوضاع مصحة النهار التابعة للمركز الاستشفائي الاقليمي بعمالة المضيق الفنيدق التي تحولت إلى كابوس يؤرق الساكنة بدل أن تكون مرفقا يعزز العرض الصحي ويخفف الضغط الحاصل على مستشفى سانية الرمل بتطوان.
غضب الساكنة لا يتوقف عند ضعف الخدمات وغياب الأطر الصحية، بل يصل إلى حدود التخوف من التعرض للإهانة والابتزاز والسجن كما حصل مع العديد من المرتفقين الذين توجهوا للتطبيب فوجدوا أنفسهم أو ذويهم الذين رافقوهم موقوفين خلف القضبان ومتابعين بتهم مختلفة.
شمال بوست استمعت لأكثر من ضحية، تحدث بمرارة عن تجربته داخل مصحة النهار وكيف تحول من مريض إلى ضحية ابتزاز بعد متابعته بإهانة موظف أو الاعتداء عليه واحتجازه…
ويؤكد عدد من ضحايا مصحة النهار أنهم اضطروا إلى دفع مبالغ مالية تحت طائلة الابتزاز حتى يتم التنازل لهم عن المتابعات أمام القضاء (حصلت شمال بوست على تسجيلات في هذا الإطار)، فيما وجد آخرون أنفسهم خلف أسوار السجن بعدما كانت نيتهم العلاج داخل أروقة مصحة اعتُقد أنها لحفظ كرامة المواطنين.
متابعون لهذا الوضع المقلق لم يخفوا ضرورة حفظ أمن وسلامة وكرامة الأطر العاملة بالمصحة أيضا، لكن الأمر عندما يزيد عن حده يتحول إلى ظاهرة تثير استغراب وقلق الرأي العام تستوجب التوقف والتحقيق لمعرفة الخلل والبحث عن أسباب هذا العدد الكبير من المتهمين من المرتفقين بالاعتداء على أطر ومستخدمي المصحة.