لا يختلف إثنان كون أن مدينة طنجة، بدأت في السنوات الأخيرة تعرف ارتفاعا مهولا في نسبة المتسولين التي شملت جميع الفئات العمرية ومختلف الأجناس، حيث أصبح البعض يعتبرها مهنة وموردا للرزق، يجب ان يحافظ عليه، وهو الأمر الذي يعتبره البعض بالعادي، مادام المدينة تعرف انفتاحا كبيرا وتوسعا جغرافيا.
فاينما وليت وجهم في مدينة البوغاز، أو طنجيس أو طنجى، إلا ورصدت عيناك ظواهر كثيرة للمتسولين والمتسولات بثاني قطب اقتصادي بالمغرب، فلا يمكن أن تطأ قدميك حيا أو شارعا بطنجة الى ووجدت عدد من المتسولين يرحبون بك ويطالبونك بتوفير بعض الدريهمات لسد حاجياتهم.
إلا ان الخطير في الأمر هو انتقال ظاهرة التسول الى المؤسسات العمومية خصوصا المستشفيات بمدينة طنجة مثل:”المستشفى الجهوي محمد الخامس/مستشقى بوعراقية المختص في داء السل/ وغيرها من المستشفيات…”، التي بدأت تطبع بشكل تدريجي مع هذه الظاهرة التي تنخر مجتمعنا، من طرف أشخاص أصبحوا يتقنون “مهنة التسول”، إذ يسافرون من مدن بعيدة ليمارسون هذه “المهنة” بمدينة طنجة.
اختراق مثل هذه الأماكن، لا يقتصر فقط على المستشفيات بل أصبحنا في طنجة نرصد حالات التسول أمام أبواب المساجد، وفي بعض الأحيان داخل بعض المساجد مباشرة من انتهاء الصلاة، وبالمحطات النقل العمومي وامام المؤسسات التعليمية والأسواق، بل أيضا بعدد من الشواطئ، وهو الأمر الذي أصبح يزعج المواطنين ويؤرق راحتهم.
في هذا الصدد أكد بن رحال، أحد أبناء مدينة طنجة، أن المدينة في وقت سابق لم تكن تعرف هذه الظاهرة، وحنى ان وجدت فهي قليلة جدا، لكن مع التوسع العمراني والجغرافي بدأت طنجة تستقطب عددا من الأشخاص الذين يمتهنون التسول، كيف لا وهم يوفرون قوت يومهم بطريقة سهلة.
ويضيف ذات المتحدث، الذي خص “شمال بوست” بتصريحه: “فيكفي ان تتقن فن التسول والإستعطاف، حتى تحصل على مبالغ مالية يصعب عليك الحصول عليها في بعض مهن أخرى”.
وأصبحت طنجة ملجأ للمتسولين ليس المغاربة فقط، بل حتى للأجانب خصوصا افارقة جنوب الصحراء وبعض اللاجئين السوريين، مع تسجيل حالات قليلة لبعض الأجانب المنحدرين من الدول الأوربية.