عوضت الخطوط الملكية المغربية، الخطوط الجوية الفرنسية في مطارات النيجر، لتأمين ربطها بمختلف دول العالم وخصوصا في القارتين الإفريقية والأوروبية، وذلك بعد قرار السلطات الانتقالية في نيامي منع الشركة الفرنسية من العمل داخل أراضيها، وهو القرار الذي شمل مختلف المناحي السياسية والاقتصادية وكان وراء مغادرة السفير الفرنسي للبلاد.
وفي ظل قرار الرباط اتخاذ موقف محايد من تطور الأحداث في النيجر إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الرحمان تشياني، قائد الحرس الرئاسي، ضد حكم الرئيس المعزول محمد بازوم، وجدت الخطوط الملكية المغربية نفسها الفاعل الأهم في مجال النقل الجوي إثر قرار السلطة الحالية منع الطائرات الفرنسية من دخول أراضيها.
وكشف موقع Africa sur 7 المهتم بالشأن الإفريقي والموجود مقره في الكوت ديفوار، أن الشركة المغربية أصبحت هي المعوض الرئيسي لـ”إير فرانس” بعد قرار السلطات الانتقالية في النيجر الصادر بتاريخ 23 شتنبر 2023، والذي أعلنت عنه وكالة سلامة الملاحة الجوية في إفريقيا، أياما بعد مغادرة السفير الفرنسي للبلاد.
وجاء في القرار أن المجال الجوي للنيجر مفتوح أمام كل الرحلات الجوية التجارية، الوطنية والدولية، إلا الطائرات الفرنسية أو تلك التي تستأجرها فرنسا، بما يشمل طائرات شركة الخطوط الجوية الفرنسية، وهو القرار الذي يأتي متزامنا مع تصعيد آخر تمثل في إعطاء الجيش الفرنسي مهلة للانسحاب نهائيا من البلاد مع نهاية السنة الجارية.
وأصبحت مؤسسة النقل الجوي العمومية المغربية هي الفاعل الأهم حاليا في مجال النقل الجوي الخارجي انطلاقا من النيجر، من أجل ربط البلد بالبلدان الأوروبية وكذا الدول الإفريقية، خصوصا وأن “إير فرانس” ممنوعة أيضا من دخول أجواء مالي وبوركينافاسو، في ظل مساعي تخفيض أسعار الطيران الناجمة عن الأزمة السياسية الراهنة.
واختار المغرب الحياد بخصوص الأزمة في النيجر، حيث كان قد أعلن “متابعته المستمرة للأحداث وثقته في حكمة الفرقاء السياسيين بهذا البلد من أجل الحفاظ على المكتسبات”، وذلك على لسان محمد لعروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة.
وقال لعروشي في اجتماع لمجلس السلم والأمن الإفريقي حول الوضع بالنيجر إن “المغرب يثق في حكمة شعب النيجر وقواه الحية للحفاظ على المكتسبات، وعلى دوره الإقليمي البناء والهام”، وفي الأسبوع الماضي استقبل رئيس الوزراء علي محمد الأمين زين، سفير المغرب في نيامي علال الأشهب بمقر الوزارة، أياما بعد مغادرة السفير الفرنسي.