فجأة يستنفر نادي ريال مدريد الاسباني أدرعه الإعلامية ومناصريه للحديث عن بحثه عن طفل مغربي من ضحايا زلزال إقليم الحوز، ظهر في قصاصة إخبارية وهو يرتدي قميص النادي الملكي، من أجل تبنيه وتهجيره الى مدريد !.
برنامج “إل شيرينغيتو” (El Chiringuito)، الذي أداع الخبر أول مرة قال أن الطفل الذي ظهر في مقطع مصور وهو يرتدي قميص ريال مدريد، أثار تعاطفا واسعا في أوساط الرأي العام الإسباني !، خاصة بين مشجعي الفريق الملكي.
الخبر قد يبدو عاديا اذا نظرنا اليه من زاوية إنسانية في إطار التضامن الشعبي بين المغاربة، لكن بالتأكيد لن يكون كذلك بالنسبة لنادي يوجد في دولة أخرى، أعطى لنفسه حق القفز على الجميع استغلال صورة وخبر، وبنظرة استعلائية للاعلان عن بحثه عن طفل مغربي فقد عائلته في الزلزال، وكأنهم يصورون أطفالنا مشردين لا شعب لهم ولا دولة تحميهم وتأويهم.
المتمعن في طريقة تعامل الاعلام الاسباني مع الخبر او المظلة التي أطلقتها ريال مدريد في عز ازمتها الأخلاقية، يستشف ان الموضوع اعمق من التفاتة إنسانية، وتظهر في طياته بذور مؤامرة لتصوير المغرب كبلد غير قادر على احتضان أطفاله خاصة الأيتام.
التفاصيل وطهي الخبر ونشره وتوقيته كلها أمور يجب الحذر في الترويج لها والعمل على فضحها، فالعديد من وسائل الإعلام الأجنبية خاصة في فرنسا والجزائر واسبانيا استغلت مأساة الزلزال الضرب تحت حزام وطن يقاتل بالمخالب والانياب لإزالة الانقاض عن منطقة غالية من ترابه، واطلاق هكذا خبر او دعوة من شأنه المس بكرامتنا وتصوير المغاربة سياسيا وكأن أيتامهم مشردون على أرصفة المأساة.
ريال مدريد النادي الذي يحبه ويحترمه بل ويناصره بقوة نصف مشجعي كرة القدم المغاربة عليه ان يحترم تاريخه ويتعلم ان أطفال الناس خاصة أطفال شعب آخر ليسوا للمتاجرة الرخيصة وبلد مثل المغرب ليس للبروباغندا السياسية التي تصوره موطن انهار وبقي أيتامه مشردون في الطرقات.
لا الأمر ليس كما يصوره إعلام ريال مدريد، فأيتام الزلزال يعتبرون الان مكفولي أمة كل المغاربة أهلهم والدولة قادرة على احتضانهم وتعليمهم وتكوينهم، وبعد بلوغهم سن الرشد يمكن لريال مدريد ولما حتى نادي برشلونة التعاقد معهم.
اخيرا هل كان الأمر سيكون الوضع بهذه السذاجة من طرف الاسبان ودولتهم اذا لا قدّر الله وأصابتهم كارثة (حفظ الله مملكة اسبانيا وشعبها) وأعلن نادي الرجاء البيضاوي البحث عن طفل إسباني وتبنيه !! بالتأكيد لا فالاطفال خط أحمر في المجتمعات التي تحترم نفسها، والاسبان يعلمون جيدا ان الطريقة التي روج بها الخبر من طرف ريال مدريد تجاوز حقوق الطفل وأهان الدولة المغربية والتعب بمشاعر المغاربة.