Web Analytics
مقالات الرأي

المغرب يقفل بابه الأفريقية في وجه جمهورية ماكرون

يجب مراقبة أبناء فرنسا بالبلاد

أن يتوجه الصغير ماكرون بخطاب إلى الشعب المغربي، أمر خطير جدا ويظهر بوضوح من جهة أزمته العميقة مع المغرب وافريقيا، ومن جهة أخرى تجاوز كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والتطاول على سيادة دولة عمرها أكبر من عمر جمهوريته…

ماكرون ومعه جزء كبير من الطبقة السياسية الفرنسية لم يستوعبوا بعد أن افريقيا تنفض عنها غبار الاستعمار وان عمر الاتفاقيات السرية التي تلت الاستقلال انتهى تاريخ صلاحيتها…
على المغاربة أن يستعدوا لأن الاستعمار وطابورهم الخامس (وليدات ماما فرنسا) لن يستسلموا بسهولة وقد يُصعدون ويخلقون الفتن وقد يفعلون اي شيء للحفاض على مصالحهم بالمغرب وهي في كل الاحوال مصالح كبيرة جدا قد تدفعهم لكل شيء يمكن ان يخطر على بال..
هذه الوضعية من الأزمة / التحدي بين مملكة تسعى للسيادة الكاملة والتخلص من الوصاية واستكمال البناء والتنمية وبين جمهورية استعمارية بنيت على ثروات وخيرات شعوب افريقيا، قد تضعنا في اي لحظة أمام مواجهة مباشرة، وهو ما تظهر إرهاصاتها مؤخرا، مع كل هذا الهجوم الاعلامي والوقاحة من الصغير ماكرون وايضا التحرك المريب للوبيات الفرنسية على اكثر من مستوى…
طبعا العارف بسوسيولوجيا الانسان المغربي، يعرف ان المغاربة طينة مختلفة وبنيان مرصوص متماسك مرتبط بأرضه بشكل جنوني وإن كان بعيدا عن هذه الأرض أو حتى لم يولد فيها… وقلب هذا التماسك لا يمكن إلا أن يكون هو الملكية المغربية التي تحولت عبر القرون الى جزء من هوية الشعب المغربي المُجمع عليها والذي لا يقبل اي مس بها لانها عرضه وشرفه ايضا…
فرنسا اليوم في حالة سُعار وهي ترى هذه الآنفة والتحدي من بلد كانت تتوهم أنه حديقة خلفية، متناسية أن القوارب الفرنسية لم تكن لتبحر اذا لم تأخذ الاذن من السلطان المغربي… نعم الأيام دول نضعف حينا ونقول أخرى، وتاريخ دولتنا يمتد لأكثر من 12 قرنا بحلوها ومرها، الشيء الذي يجب ان يجعل اليقضة اكبر والحرص أكثر، فمن غير أبناء هذا البلد لن يرتضي الخير لنا احد..
سُعار فرنسا قد ينتج عنه اي شيء سيء يضر بالمغرب ويعيد عقاربه الى الوراء، وجمهورية ماكرون لن تصمت وهي ترى بوابة افريقيا تقفل في وجهها وتقفل معها مصالح ضخمة في القارة الأغنى على الارض، لذلك وجب الحرص والحذر ومراقبة ابناء ماما فرنسا جيدا، فالاكيد ان عددهم كبير ويوجدون في كل مفاصل الدولة، لكن بالتأكيد أبناء وبنات المغرب عددهم أكبر ويوجدون في كل حبة تراب من هذه الدولة الشريفة على امتداد حدودها الحقة.

 

كتبه : محمد سعيد السوسي

صحفي مغربي

زر الذهاب إلى الأعلى