لم يكن صيف 2023 عاديا في سواحل الشمال، وبالضبط في اقليمي المضيق الفنيدق وتطوان، فعكس كل السنوات السابقة شكل هذا العام طفرة غير مسبوقة في عدد الزوار والسياح الذين قصدوا مدن الشمال للاستجمام وقضاء العطلة.
وإذا كان أغلب الزوار قد سجلوا اختلالات وأخطاء على مستوى تنظيم الشواطئ (احتلال السواحل بالمظلات) وتوفير بنيات الاستقبال السياحي، وتلك أمور تتطور كل عام نحو الأفضل، فإن الاجماع كان على مجهودات خرافية يقوم بها رجال ونساء الأمن الوطني لتأمين المواطنين وتسهيل تنقلهم بين المدن والشواطئ.
مجهودات ولاية أمن تطوان لم يكن أمرا تقليديا عاديا يسهل تطبيقه، بل كان اختبارا عسيرا لمدة قدرة وعلو كعب ضباط الحموشي، وهم يمزجون بحرفية واتقان ما بين تأمين زيارة عاهل البلاد لإقامته الصيفية وجعل ملايين المغاربة وبينهم القادمين من مختلف دول العالم الذين قصدوا الشمال لقضاء عطلتهم يحسون أنهم في بلد الأمن والأمان.
احتفالات عيد العرش المجيد
عكس السنوات السابقة كان للاحتفالات بعيد العرش المجيد هذا الصيف طعم مغاير، فهي الأكبر بعد أربع سنوات من مرور جائحة كورونا، ولها تجندت مختلف الأطقم والمصالح الأمنية لضبط كل صغيرة وكبيرة وجعل تطوان لؤلؤة ملكية تليق بدرر التاج العلوي.
فرغم ضخامة الاحتفالات وكثرة المحتفلين والزوار إلا أن أبناء وبنات ولاية أمن تطوان كانوا في موعدهم المهني لضبط كل التفاصيل الأمنية التي تجعل المواطن يشعر أنه مؤمن هذا دون إغفال الاحترافية العالية التي أبان عنها رجال ونساء شرطة المرور في الحفاظ على شريان الحياة بالمدينة سيرا وجولانا دون توقف وبسلاسة كبيرة.
مدن الساحل.. فوق طاقتك لا تلام
غير صادق قائل ذلك المثل (فوق طاقتك لا تلام)، هذا لسان حال رجال الأمن في مرتيل والمضيق والفنيدق، فرغم تضاعف عدد المتواجدين في المدن الساحليه بأكثر من ثلاثة أضعاف، ووصول الزوار إلى أرقام مليونية، كان رجال ونساء الأمن الوطني في مستوى المسؤولية الجسيمة التي ألقيت على عاتقهم.
مرتيل.. لا يمكن أن تمر من شارع أو زقاق دون أن تلاحظ التواجد والرقابة الأمنية، وكلما جدّت مشكلة إلا وكان رجال الأمن حاضرون، ومع كل تقاطع ومدارة لابد أن تلاحظ الحرص والمراقبة من طرف ضباط ومسؤولي الأمن بمفوضية قبلة المغاربة في الصيف.
وإن كان عدد المركبات يتجاوز مساحةً طرقات وممرات المدينة، فإن فرق السير والجولان بها لا تكل ولا تمل في تحرير المرور وجعله سلسا من غير توقف بأداء مجهودة استثنائية لتستمر حركة المواطنين ويسهل تنقلهم دون عرقلة أو انقطاع.
المضيق.. غير بعيد عن عاصمة الرمال، لا يتوقف المسؤولون الأمنيون بها عن التوجيه والضبط لتأمين عاصمة الملك الصيفية “المضيق”، وجعلها مدينة لا تتوقف ليلا ونهارا عن الحركة دون مركب نقص او مشكل أمني، واضعا رفقة زملائه خططا واضحة لاستمرار شرايينها في التدفق بالسيارات دون انقطاع او انسداد.
ولعل العابر للفنيدق، أو ما أصبحت تعرف به بمدينة المرور نحو اوروبا، سيعرف أن رجال الأمن بها يبدلون مجهودات مضاعفة لتأمين المواطنين بها والحفاظ على سلاسة السير والجولان من جهة ومنع أي محاولة للهجرة غير النظامية.
العابرون لابد أن يلاحظوا مجهودات الأمن أحد صمامات أمانها وحماية استقرارها، وتطبيق حرفي للقانون وتعليمات رؤسائهم في ولاية أمن تطوان الساهرة الرئيسية على كل صغيرة وكبيرة في مناطق نفوذها.
الكل يجزم أن الشمال منطقة آمنة، بفضل رجال ونساء الأمن بها، وإن سجل الزوار مظاهرا للعشوائية في شواطئها. فإن الأمن والأمان بها هو المطلب الرئيسي لزوارها.
وإذا كان الله قد حبى الشمال بشواطئ هي الأجمل في أرضه الواسعة، فإنه تعالى قد وضع سره في خير أجناده على البسيطة، رجال ونساء عبد اللطيف الحموشي (المدير العام للأمن الوطني) الساهرون على تنفيذ توجيهات جلالة الملك قائد المملكة المغربية وحامي أمنها ووحدتها الترابية.
