كما سبق أن أشرت في العديد من الحوارات ومقالات الرأي، انتهت الانتخابات التشريعية في إسبانيا يوم 23 يوليوز من السنة الجارية بفوز الحزب الشعبي بأكبر عدد من المقاعد ( 136مقعد) مقابل غريمه الاشتراكي (122مقعد)، فوز بطعم المرارة لأن الحزب الشعبي لن يستطيع تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب اليمين المتطرف فوكس كما كانت تشير أغلب استطلاعات الرأي بأيام قبل يوم الاقتراع. حزب فوكس تراجع من 52 مقعد إلى 33 مقعد ( الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة 176 مقعد). في المقابل تبقى إمكانية عودة الحزب الاشتراكي لتشكيل حكومة ائتلافية مع حليفه اليساري وريث حركة بوديموس المسماة الآن بسومر SUMAR بقيادة نائبة رئيس الحكومة حاليا جولاندا دياث بدعم الأحزاب الجهوية في كاطالونيا وجهة الباسك.
النتائج الانتخابية نزلت بردا وسلاما على الحزب الاشتراكي الاسباني، استطلاعات الرأي كانت تمنح أغلبية مطلقة للحزب الشعبي اليميني مع حزب فوكس اليميني المتطرف، كما كانت الاستطلاعات تتنبأ بانهيار للحزب الاشتراكي العمالي الذي صنع المفاجأة برفع عدد مقاعده بمقعدين، من 120 مقعد سنة 2019 إلى 122.
من مفارقات هذه الانتخابات أن الأحزاب الانفصالية في كطالونيا والباسك ستكون لها كلمة الفصل في تشكيل الحكومة الائتلافية القادمة بدعم تحالف الحزب الاشتراكي وحليفه اليساري سومر، أو اختيار بعضها رهان تأزيم الدولة الاسبانية وإنهاكها ب”بلوكاج” يؤدي إلى إعادة الانتخابات.
أقوى الاحتمالات أن يُعيد بيدرو صانشيص تشكيل حكومة ائتلافية مع حركة سومر اليسارية بدعم الأحزاب الجهوية في كاطالونيا والباسك، والبديل الوحيد الممكن هو إعادة الانتخابات الغير مضمونة نتائجها بالنسبة للحزب الشعبي وحليفه اليميني المتطرف فوكس.
من جديد تؤكد هذه النتائج أن زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو صانشيص رجل المفاجآت والتحديات كأنه طائر الفينيق الذي يعود من رماده.