اعتبر الباحث المغربي، حسن أوراغ، أن العديد من الاكتشافات والحفريات تبرز المكانة المهمة التي يحتلها المغرب باعتباره “مركز وأرض استيطان لأقدم إنسان سكن في منطقة شمال إفريقيا”.
وقال أوراغ في مقابلة نشرتها وكالة الأناضول التركية، إن “الحفريات التي أنجزت في مقلع طوما بضواحي مدينة الدار البيضاء، أكدت أن “أقدم استيطان بشري في المغرب يعود تاريخه إلى مليون و 300 ألف سنة”.
وكان المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث قد أعلن صيف العام 2021، عن تمكن فريق بحث مغربي- فرنسي-إيطالي، من تأريخ بقايا الأطوار القديمة للثقافة “الأشولية” المكتشفة بموقع “طوما 1” بالدار البيضاء، بمليون و300 ألف سنة.
وأضاف المعهد، أن “هذه البقايا تشكل الآن أقدم شاهد بإفريقيا الشمالية على هذه الثقافة المادية المنتمية إلى ما يعرف بالعصر الحجري القديم الأدنى خلال عهود ما قبل التاريخ”.
أرض الاستيطان القديم
ورأى الباحث أوراغ، أن “الحفريات الأثرية الحديثة، تؤكد أن المغرب يعد مركز وأرض استيطان لأقدم إنسان سكن شمال إفريقيا”.
وقبل 5 سنوات تمكن العلماء من تحديد عمر بقايا عظمية وجمجمة عثر عليها في جبل “اغود” بضواحي مدينة أسفي وسط المغرب، حسب أوراغ.
وأبرزت العمليات المنجزة أن عمر البقايا العظمية يبلغ أكثر من 300 ألف سنة، وتعود للإنسان العاقل (هومو سابينس)، ليجذب المغرب الأنظار إليه بعدما اعتقد العلماء لفترة طويلة أن هذا النوع من البشر يعود إلى حوالي 190 ألف سنة فقط اعتمادا على بقايا عثر عليها في موقع بإثيوبيا.
وأضاف الباحث، الذي يشارك بعدة برامج أبحاث تخص الحضارات القديمة التي استوطنت المغرب، أن “ما تم إنجازه من أبحاث والمعطيات التي جرى التأكد منها في إطار فرق أبحاث تجمع خبراء من المغرب وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، و الأدوات الحجرية التي عثر عليها تدل على أن قدم استيطان للإنسان بشمال إفريقيا كان بالمغرب”.
أرض خصبة
وأشار أوراغ إلى أنه يعكف مع زملاء له في جامعة “محمد الأول” وباحثين من إسبانيا على تحديد ظروف الاستيطان البشري في شرق المغرب، والتعرف على خباياه حيث تؤكد المعطيات أن تاريخه يعود إلى 800 ألف سنة.
وقال إن “الحفريات التي تمت بمحافظة جرادة عثر خلالها عن أدوات حجرية وبقايا عظام بشرية وحيوانات، تؤكد أن هذه المنطقة تعاقبت عليها المجتمعات البشرية وشكلت منطقة استقرار وسكن دائم للإنسان القديم”.
وأكد الباحث المغربي، الذي توج في نونبر الماضي، بجائزة التميز الأكاديمي للآثاريين العرب في المؤتمر الدولي الـ25 لعلماء الآثار العرب بالعاصمة المصرية القاهرة، أن هذا “الاستقرار البشري في المنطقة ما كان ليكون لو لا الظروف المعيشية المناسبة لذلك”.
وصنف الفريق الذي يشتغل ضمنه الباحث المغربي 30 صنفا من البقريات والغزلان عثر على بقاياها في مروج منطقة “كافايت” بإقليم جرادة، لتكون مصدر الغذاء للمجموعات البشرية المستوطنة في تلك المنطقة.
وتعرض بعض بقايا هذه الحيوانات في المتحف الجامعي التابع لكلية العلوم بجامعة “محمد الأول”، وهو المتحف الذي أسسه أوراغ في إطار التعريف بتاريخ الاستيطان البشري بالمنطقة الشرقية للمغرب.