تشكل شركة CASTI POISSON FRAIS، من ضمن النماذج الرائدة والناجحة، التي ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة الفنيدق، حيث عمل على تأسيسها ثلاثة شبان من أبناء المنطقة، لاجل تحقيق حلمهم بإنشاء مشروع يهم بيع الأسماك التي تزخر بها السواحل المجاورة، والمعروفة بجودتها وقيمتها الغذائية.
هذا المشروع، الذي ساهمت المبادرة في تنزيله على أرض الواقع وأخرجته في حلته البهية، يشكل نموذجا حيا لالتقائية وتكامل برامج المبادرة الموجهة للشباب وبرنامج “انطلاقة” وفق مقاربة معقلنة ومدروسة. إذ حصل حاملو المشروع على قرض ضمن “انطلاقة” لتمويل النفقات الأولى للمشروع، خاصة توفير سيارة لنقل الأسماك، وتجهيز غرفة للتبريد، ليستثمر الدعم المقدم من المبادرة في توفير التجهيزات العصرية للمحل، ما سيمكنهم من تقديم منتوج يحترم معايير الجودة والنظافة وفي مستوى انتظارات الزبائن.
وقال مسير الشركة، أسامة الدامون، “بعد حصولي على الإجازة في الاقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بتطوان سنة 2019، بدأت أفكر، بمعية شركائي، الذين هم في واقع الأمر أصدقائي أولا، بشكل جدي في إنشاء مقاولة خاصة تخرجنا من نفق العطالة، ونساهم في خلق مناصب شغل لأبناء المنطقة”.
بعد الاستقرار على فكرة المشروع، أكد هذا الشاب الطموح أنه توجه بمعية أصدقائه، عبد الرحيم مسرور ومحمد حجاج تيجاني، إلى منصة المبادرات الاقتصادية المندمجة بالفنيدق بدون تردد، والتي أحدثت خصيصا ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، من أجل تقوية كفاءات الشباب الباحثين عن العمل ومساعدة حاملي المشاريع على تطوير أفكارهم وتحضير مخطط مشاريعهم والاستفادة من المواكبة التقنية والدعم المالي الضروريين.
وأضاف أنه بعد دراسة المشروع والموافقة عليه من طرف اللجنة المكلفة، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمويل المشروع بنسبة 62 في المائة، وهو ما جعلنا نبدأ مشروعنا بكثير من الأريحية، خاصة وأننا طرقنا باب برنامج انطلاقة، الذي مكننا من قرض مالي لأجل شراء سيارة نفعية مخصصة لنقل الأسماك، وإحداث غرفة للتبريد بالمحل المتواجد وسط مدينة الفنيدق.
وعن طموحهم المستقبلي، أكد الدامون أنهم سيعملون على توسيع مشروعهم وإنشاء محلات تجارية بمدن المضيق ومارتيل وتطوان، لأجل توفير فرص الشغل للشباب، وإبراز أهمية الاستفادة من دعم مشاريع المواكبة والتمويل الخاصة بالشباب، لأن التشغيل الذاتي يمكن أن يفتح آفاقا واسعة لتشغيل الشباب، فهو حل للانعتاق من البطالة.
من جانبه أبرز رئيس مصلحة تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب بعمالة المضيق الفنيدق، المناصرة أنس، أن مشروع المسمكة العصرية الذي تقدم به شباب ينتمون لمدينة الفنيدق يندرج في إطار المشاريع التي مولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة ضمن برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، حيث أن حاملي هذا المشروع استفادوا لمدة غير قصيرة من التكوين والتأطير والمواكبة القبلية لأجل تجسيد مشروعهم على أرض الواقع.
وأضاف المناصرة أنس أن الكلفة الاجمالية لهذا المشروع بلغت 160 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 100 ألف درهم، بينما تحمل 60 ألف درهم أعضاء الشركة، مشددا على أن هذا المشروع يجسد المعنى الحقيقي لالتقائية وتكامل البرامج الوطنية والمحلية الموجهة للتشغيل الذاتي للشباب.
يشار إلى أن الدعم المالي للشباب حاملي المشاريع المقدم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة بعمالة المضيق الفنيدق، قد أثمر اقتراح وإنجاز، منذ سنة 2019، 262 مشروعا طموحا، تقدم بها مجموعة من الشابات والشباب في إطار البرنامج الثالث المتعلق ب “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”.
وتولي تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، وخاصة دعم مشاريع الإدماج الاقتصادي، اهتماما كبيرا بفئة الشباب، سواء من خلال تعزيز فرص العمل في وحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أو مبادرات التشغيل الذاتي عبر التشجيع على خلق المقاولة وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال.
