ناقش ثلة من النقاد والباحثين صباح اليوم بمكتبة “أكورا” بتطوان، في إطار فعاليات مهرجان البحر الأبيض المتوسط في دورته 28، كتاب عن فيلم ” أحداث بلا دلالة ” للمخرج مصطفى الدرقاوي، بحضوره مؤلفة الكتاب الكاتبة “ليا مورين” والناقد والإعلامي أحمد بوغابة.
الفيلم الذي منع من العرض أكثر من مرة، بسبب السياق التاريخي الذي ظهر فيه والذي اتسم بمحاولتين نانقلابيتين فاشلتين في البلاد، قال عنه مخرجه “مصطفى الدرقاوي”، أنه عرض خلسة مرتين، الأولى كانت في تطوان بين مجموعة من الأصدقاء، والثانية سنة 1976 داخل قاعة المكتب الشريف للفوسفات بمدينة خريبكة على هامش مهرجان السينما الإفريقية.
انبعاث الفيلم بعد أكثر من أربعة عقود في خزانة الأرشيف بإقليم كاتالونيا، تم بإشراف من الباحثة “ليا موران” ليعرض مرة أخرى في فبراير سنة 2019 بمهرجان برلين السينمائي.
فيلم “أحداث بلا دلالة” طرح أسئلة لا تزال تشغل بال المهتمين بالسينما المغربية، فهو الرابط بين الحاضر والماضي حسب تدخل باحثين أثناء النقاش.
“أحداث بلا دلالة” اعتمد أسلوب الإنجاز الوثائقي، بحيث قام بطرح سؤال، أي سينما نريد؟ ولأي مجتمع؟ وقد ساهم فيه مجموعة من النخبة الثقافية للسبعينات المحسوبة خصوصا على اليسار الراديكالي.
ولم يفت المتدخلين التساؤل عن سبب منع الفيلم، هل بقرار رسمي من الدولة؟ أم أن أصحاب الفيلم لم يطلبوا له تأشيرة العرض؟ أم أن عرضه لم يكن محفزا لشركات التوزيع من أجل العمل على توزيعه بقاعات السينما التجارية التي كانت تزيد على 200 قاعة على المستوى الوطني.
ويبدو أن إعادة إصدار هذا الكتاب يأتي حاليا في إطار إعادة الاعتبار لكتابات اليسار السبعيني المتمثلة في مجلة أنفاس للراحل عبد اللطيف اللعبي ومجموعة مغرب أنفورماسيوم ومجلة سيغما 3 للراحل نور الدين السصايل وتجربة خطاب الفن الواقعي السائدة في محاولة خلق سينما وطنية بالمغرب.