ينطلق اليوم الأربعاء 1 فبراير 2023 لقاء القمة بين المغرب وإسبانيا ويستمر إلى غاية يوم غد ، ويأتي هذا اللقاء الذي كان سنويا بعد تأخير 8 سنوات من الأخير الذي انعقد في مدريد سنة 2008. كما يأتي بعد انفراج الأزمة بين المغرب وإسبانيا التي كان سببها استقبال زعيم البوليساريو في مستشفى إسباني باسم مستعار، والتي انتهى في أبريل من السنة الفارطة برسالة رئيس الحكومة الاسباني بيدرو صانشيص لملك المغرب تعترف فيها إسبانيا بمغربية الصحراء واعتبار مشروع الحكم الذاتي الدي قدمه المغرب المقترح الوحيد والممكن والواقعي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
كل المؤشرات تؤكد أن حجم هذا اللقاء يفوق بكثير لقاءات القمة السابقة، سواء على مستوى حجم الوفد الاسباني المشارك ب12 وزير يترأسهم رئيس الحكومة الاسباني بيدرو صانشيص، أو من حيث توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين التي تم تحديدها في 20 اتفاقية، إضافة إلى توقيع إعلان غير مسبوق في تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية كإطار جديد للعلاقات بين البلدين وإصرار الطرفين على تطويرها وتلافي عودة الأزمات المتكررة التي ميزتها في العقدين الأخيرين.
يأتي هذا اللقاء الرفيع المستوى في ظل مؤشرات مهمة من التعاون بين الطرفين منذ انفراج الأزمة بين البلدين أهمها:
ـ تراجع عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين إلى إسبانيا عبر المتوسط والأطلسي بنسبة 31%
ـ تجاوز التبادل التجاري بين البلدين نسبة 16%، متفوقا على معدل التبادل التجاري بين إسبانيا وأمريكا اللاتينية، ومقابل تراجع التبادل التجاري المغربي الفرنسي إلى أقل من 12%.
ـ اهتمام متزايد لرجال الأعمال والمقاولين الاسبان بمشاريع البنية التحتية في المغرب وبالخصوص في مجال السكك الحديدية وتحلية مياه البحر، ويزمع الطرفان في هذه القمة توقيع اتفاقية مالية جديدة تعوض سابقتها الموقعة سنة 2008 تهدف تمويل مشاريع في المغرب بقيمة 800 مليون أورو.
يأتي هذا اللقاء في ظل أزمة صامتة بين المغرب وفرنسا ، وتوتر بين المغرب والبرلمان الأوروبي بعد تصويت هذا الأخير نهاية شهر يناير الفارط على قرار ينتقد بشدة وضع حقوق الانسان وحرية التعبير في المغرب، والذي تحوم الشكوك حول تورط أطراف فرنسية في توقيته ومضامينه بهدف تفجير التقارب الاسباني المغربي.
تصويت نواب الحزب الاشتراكي الاسباني ضد قرار البرلمان الأوروبي كان قرارا صعبا يؤكد صلابة الموقف الاسباني في علاقته بالمغرب، وعدم حضور نواب حزب اليمين الشعبي الاسباني في التصويت دليل التزام هدا الأخير بموقف اسبانيا اتجاه مغربية الصحراء، وأن التفاعل الاسباني مع مغربية الصحراء موقف دولة سيستمر مع الحكومات على اختلافها.