الجزائر بلد مسكين جدير بالشفقة وأخذ العبرة.. شعب مختطف لدى نظام متخلف ذهنيا وبدنيا.. والجزائريون مساكين فهم بلا بوصلة أو رؤية وبلا حول ولا قوة، بدل أن يكون طموحهم على قدر ثرواتهم.. وبدل أن يكون الجزائري هو صاحب أعلى دخل في محيطه، يقنعون بفضلات الجنرالات العجزة.. ويرضون بالانفاق على مليشيات بائدة بدل الحليب لأطفالهم والمستقبل لشبابهم.. أين هي نخب الجزائر؟؟ وأين هم عقلاؤها؟؟ هل ستبقى بلد المليون شهيد “حسب عبد الناصر فقط” متوقفة هناك؟؟
الجزائر بلد مظلوم.. لم يتمكن منذ “ستين عاما !!!!!” من إقامة دولة وبناء أمة، ربما لحداثة النشأة.. او بسبب تيه في الهوية.. ظلمه العروبيون وماهو بعربي.. وبعد أن ظلمه الاتراك وبعدهم الفرنسيون لقرون طويلة، ظلمه الامازيغيون وماهو بامازيغي.. ظلمه الاشتراكيون وماهو بالاشتراكي.. ظلمه الاسلاميون وماهو بالاسلامي، ظلمه الأفارقة وماهو بالافريقي.. كلهم حملوه ما لا يحتمل، شعارات و”مبادئ” أكبر منه ومن نكتة مساندة القوى التحررية التي يدعيها وهو يأوي أكبر معتقل في العالم بتندوف.. حرر المحتجزين في جنوبك ثم اتمم مهامك “الكفاحية” وحتى هذا المصطلح صار اليوم أضحوكة.
أيضا وجود الجزائر في محيطنا ظلم كبير لنا.. فنحن نحتاج إلى ند وإلى منافس قوي في كل شيء في السياسة والصحافة والإعلام والفن والرياضة والمعارف والعلوم.. فالتخلف يعدي، مثل مرض خبيث.. لا مصلحة لنا في أن يكون رئيس الدولة الجارة والشقيقة معتوها ومعاقا مثل تبون.. أو أن يخرج خبراؤه في وسائل الإعلام بمثل تلك الترهات والاكاذيب البليدة.. من غير المعقول أن نستمر في تجاهل معاناة الجزائريين الدراويش.. كيف نقبل ان يكون جارنا غارقا في ظلمات القرن الماضي.. يبدو أن المغرب يجب أن يساند مرة أخرى تحرر الجزائر.. كما فعل سابقا.. ولعل من هتفوا ضد المغرب وشتموا المغاربة في الملعب، لا يعرفون أن أول أجر تقاضاه موظف جزائري بعد الاستقلال ساهم في دفعه المغرب..
لسنا الأمثل ونحن نتطلع إلى غد أجمل، إلا أنه وعلى ما يبدو فالنزر اليسير من نعمة العقل الذي بثه الله في المنطقة، كان من نصيبنا نحن المغاربة، أو المراركة كما تحب.. إنه المغرب وهو بلد لا ينتحل ولا يفترى عليه..