ليس بساخر ولا مَسْخرة ولا سُـخرية ؛ وليس فـُكاهة أو مفاكهة ، ولاجاد كل الجدية ؛ ربما هي قريبة من هلوسات منتصف الليل تنوب عنك أيها المسرحي ؛ المبدئي/ الصوفي/ النبيل/ في زمن انحطاط المشهد المسرحي : حينما تسترجع بذاكرتك المسرحية للوراء؛ ؛ والتي تجاوزت عتبة العقد السادس أو السابع أو نصفه ، ورغبة أو غفوة من تسلل أو تسربِ ،ما تبقى من محتويات صندوق ما في ذاكرتك المشروخة ؛ بتيه الزمان وشقاوة أيامه؛ وسوء الأحوال ليست الجوية ، بل المعيشية ! لكي تسعى بتقليب صفحات مسارك الفني، المشرق أو المعطوب ؛ مسار ماله وما عليه وما بينهما تحاول النبش في أسباب الانزلاق اللاإرادي ، لممارسة / هواية . في الأصل غير مرغـوبة عند الأغلب الأعم من العوام ؟ ولا محبوبة عند الفقهاء الدرجة الثالثة ؟ ولا عند جهابذة فقهاء ذاك الزمان ! الذين أثروا في فقهاء هذا الزمان، وكان التلويح بالتحريم وتجريم من يشخص أدوار التغـريب ، إنه الاستبداد في الاختيار، إنه قمع للرأي ؛عفوا إنه تضليل زئبقي؛ لخلق عنصر الادهاش والدهشة ؛ لكي لا تنكشف المفارقات؛ لأن خندق الاندماج ؛ يدحض عَـوالم التغـريب .
لكن في بيان ذاكرة ؛ مخزونك ، تحاول أن تندمج في السؤال: حيث زمن وعيك التاريخي الذي أفضى بالنبش في خيوط ذاكرتك: كيف تم ربط العلاقات بهذا أو ذاك ، هل في مهرجان ( ما ) أو تظاهرة ( ما ) ؟ممكن ! ولكن كيف تأسست؟ وكيف تولدت؟ هل في تجمع مقهوي بعد نهاية عرض مسرحي (ما ) ؟ ربما. أو ربما أم في حانة أو خمارة وأنت مشارك في تظاهرة فنية ، إبداعية ، مسرحية ، ولا تحضر للعُـروض المسرحية ؟
ولماذا انقطع الاندماج بهذا؟ وماهي العوامل المؤثرة للانفصال بذاك؛ وعـدم استمرارية تلك الحميمية؟ هل كانت حميمية مزيفة ، تفرضها المرحلة ، ليس ببعـيد ! ولكن الإنسان كائن اجتماعي ! خزعبلات؛ مجرد كلام في مجتمع صوتي ( الآن ) لكنه ( كان) حقيقة في زمن “ابن خلدون” فما علاقة هذا ببيان الذاكرة ؟ إنها هلوسات عابرة ، فوق أفكار “العمران” بالعكس هي أضغاث أحلام بين البلدان؛ أشك أيها [ البهلوان] ما قبل الأخير بأنك في مهرجان المهابل ؟ أوهي بوادر حمق مؤجل إلى حين اكتمال الثالوث ؛ المثلث أو الثالث جوانية جبة الأسود ؟ يا ذاكرتي ! تعقلي رويدا ! فالحلاج أو نيرون أو ابن الرومي أو الجاحظ أو بروميثيوس أو الصعلوك أو شهريار أو عاشور أو امرؤالقيس أو تابعه الهيتم أو عروة أو أيوب أو هرمة أو… لم يكن أحد منهم يلبس جبة سوداء . بل سعينا عبر” زيوس ” سيد الآلهة . أن نتُلبس لهم الأسود ؛ رغبة أو رهبة ؛ لا فرق! لتحقيق الشهادة؛ ونفي الكوميديا الإلهية. إنها رغبته في الانتقام ضد البشر جميعاً، وذلك بمعاقبة بروميثيوس؛ ذاك السافل الذي سرق نار الآلهة من الجبل ، ومنحها للإنسان، أي إنسان تقصد ياهذا ؟ لكي يصبح سيد الأرض والحيوانات… تعقل يا رجل أي أسْود تقصد وسِرب من الفقراء يجادلون ، جدليا، في زمن الوهم من الفقير فينا ؟ ففي هـذا العمر الذي طمس ملامح الوجه ! وانمحى سواد الشعْـر ! وأصيب الظهر باعوجاج ! لا زلتَ تحلم ؛ بالاحتفال؟ احتفل أنت والمرآة ! من يمنعك ؟ لأن احتفالك اليوم ليس حمى عابرة. بل شهادة لمستنقع ملوث ، آسن . تريد أن تتقـربَ ل ” زيوس” مرة أخرى، احتماء، خوفا، إنها علامة الهاوية . في سوق الإفلاس ! حذاري أن تنظر للواقع بنظرة نقدية ،أيها المسرحي ؟ فكل ما ورد في بيان ذاكرتك ممكن الاحتمال، أيها المسرحي ! وأمسيت تجترما منح ” زيوس” للبشر” بـاندورا” هدية / تنظيرا ، في صندوق ملغوم بالشرور ! لتخرّيب كلّ المواهب والمنح والكرامة والشموخ التي أعطيت لهم بخلاف إرادته.
بــيان البــيان :
أليس البيان كلمة ، هكذا قال من يريد أن يحتفل ! على بطولة زائفة ماسخة و ممسوخة؛ بمكر العادة. تسعى “إعادة “إنتاج التزلف : ل” زيوس” وليس ل” ديونيزوس” ولكن …وقضاء الله هو كلمة… الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعْـض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري…الكلمة فرقان ما بين نبي وبَغى.. بالكلمة تنكـشف الغمة.. الكلمة نـور… دليل تتبعه الأمة… عيسى ما كان سوى كلمة… أليس هكذا قال المؤلف المسرحي عبد الرحمن الشرقاوي عبر «الحسين ثائرا» فهل هناك مسرحي في زمن انحطاط المشهد أن يخرج من دائرة الصمت لتقـديم شهادة / في حق تنظير مسرحي فيه الناسخ والمنسوخ ؛ والمسروق والمنحول ؛ أن يخرج للبوح بكلمة /….إن الرجل هو الكلمة ، شرف الرجل هو الكلمة ، شرف الله هو الكلمة ( قصيدة شرف الكلمة) ليقول لنا؛ ليوثق للأجيال : ماذا استفاد من انقـذف لممارسة / التنظير المسرحي؟ وماذا استفاد إن كان من البراحين أو بلغة عصر الفايس بوك من ( النكافات ) ؟ وماذا أفاد إن كـان من الغاوين؟ تنظير هجين ، سخيف ؛ في فضاء وأرض لم تكن مهَـيئة ولا مُتهيئة لغـرسه ؛ لاستنبات مشروع مسرحي وإبداعي مفعم بالحيوية والعطاء للمجتمع . ومرتكز على أسس أنتبرولوجية وسوسيوثقافية لتحقيق أجوبة المغايرة ؛ مدخلها أو أرضيتها :إلى أي مدى استطعنا تفعيل والتعبير عن خصوصيتنا تجاه التبعية والنسخ المشوه ؟ وذاك بعيدا عن ترهات و خزعبلات وأوهام- (( أشكال ما قبل مسرحية )) يستحيل بها ، ومن خلالها تحقيق قفزة فكرية / معرفية/ نظرية للمسرح في المغرب.
بــيـان السّـــوق:
انطلاقا من سؤال المراجعة؛ ومحاولة الانخراط في نقـْد النقد . لما تم القيام به ؛ وما أنجزته في مسارك الإبداعي، أيها المسرحي ! تكتشف بأنك كنت في (سوق/ الأسواق) ما هـو للخضر ولا للفواكه ؛ ولا للزرع والحبوب ، ولا هو للبهائم والدواب؛ ولكننا سنتوهم أنه سوق فني/ إبداعي(كنا) نلتقي فيه ،كل منا يقدم خـدماته لمن ؟ ل”نحن” لأنك أيها المسرحي كنت البائع والمشتري في نفس الوقت ؛ خارج العرض والطلب كقاعدة اقتصادية ؛ وبالتالي كنا في “السوق المستهدف” فما هـوهـذا السوق ياترى؟ السوق أسواق أعَـزك الله أيها القارئ المفترض، إنه يتصف بصفات معينة ويحتوي على جمهور له اهتمامات معينة تختلف عن باقي المجالات التي يتواجد فيها . ومن مميزاته العجيبة: أنه مفتوح على العالم أجمع، لكن إشكالية هذا السوق؛ يتقاطع بسوق المنافسة . إنه كان سوقـاً سنوياًَ ؛ يلتـَقي فيه رَهـط ٌمن المحتكرين باسم ابتداع إنسانية الإنسان ! وجماعة من المنافقين باسم تقدير واتباع ما جاد به أوصياء السوق ! وفئة من الأتقياء ؛ متـصوفة ، في محراب الفن الرابع ؛ مناضلين/ متربعين على بساط روحانية الإبداع ؛ بنبل وصفاء السريرة . وشِـرذمة من السماسرة تحت غطاء “الجامعة ” ! جامعة ليست صيفية ولا شتوية ؛ بل كانت بصرية / شاوية ، تبصرما تريد أن تبصره، من أجل ترتيب السوق وحاجياته ، وذلك بغية إعادة النظرفي انتعاشيته ؛ لإنتاج شروط أخرى أكثر دهاء ومناورة؛ لتدجين رواد السوق؟ فكانت الأوراق/ البيانات/ مدفوعة بتبصر من كواليس [بصرية] فاختير لها فضاء [“الحمراء”] لتنقذف فيه ؟ وتشتعل هَـشيما في رحاب الحمامة [“البيضاء”] فلماذا تم اختيار[“الحمراء”] ؟ لإضفاء جمرة ((الحمراء)) وشعلة الشباب ” الأيسر” فوقع اللغط والمنافسة والهرج والمناورة والمرج والسب والقذف بين رهط وجماعة ، وجماعة وشرذمة ! وتحول “السوق “إلى “حمام” استطاع ضرب ماهية المسرح وانزياحه عن مهامه التاريخية/ الإجتماعية .بفعل حرارة الحمام؛ حتى أضحينا جوانية المقامة (الحلوانية)[ للهمذاني] وَقَال: يَا لكَعُ مَا لك وَلِهـذا الرَّأس وَهُو لي؟ ثمَّ عَطفَ الثَاني عَلى الأَوَّلِ بمَجموعة هـتَكتْ حِجابهُ، وقالَ: بَلْ هَذا الرأسُ حَقي وملكِي وَفي يَـدي، ثمَ تَلاكمَا حتى عـيِيَا، وَتَحَاكمَا لِما بَقيا، فأَتَيا صَاحِب الحمَّام، فقَال الأَوَّل: أَنَا صَاحِب هَذا الرأْسِ؛ لأَني لطختُ جَبِينهُ، وَوضَعْت عَليْه طِينهُ، وَقالَ الثاني: بلْ أَنَا مالِكهُ؛ لأَني دَلكتُ حامِلهُ، وغمَزْتُ مفاصِلهُ، فقَالَ الحَمَّامِي: ائْتونِي بِصاحبِ الرَّأْس أسْألهُ….فما سأل أحد لماذا هذه الهيللة والبلبلة ؛ وكل الأوراق مسروقة من هنا وهناك؛ ومدفوعة الأجر بشكل أو آخر؟ فلو كانت تلك ” الإهتبالية “التي تجتر بياناتها الصفراء أو” مثلث برمودا “الذي غرق مع الأطفال أو «الشهادة ” بعد الموت؛ أو “الفقير” الذي اغتنى في “سوق” [الاحتراف] أو “الجدلي” الذي جادل في النقابة من أجل الدعم ؛ دعم الزيت والسكر؛ إنه مجرد صراخ ونزقية . أو “الأسود “الذي رحل للديار التي سُرقت منها الأوراق ؛ لتنشيط وملْء السوق “المستهدف” بالكوميديا “التكاملية” من أجل تحويل ” المرتجلة” كبيان في السوق؛ من لدن خـدام من رحل ! لاستغلال “المرحلة” التي كانت تتجول في المعرض الدولي؟ فـأين المسرح “الملتزم” الذي نريد؟ ألم يتم اغتاليه بركض صاحبه ، نحو لجن الدعم وممارسة “البوكر” أليس كذلك ؟ هو كذلك أيها المواطن ! فلهذا فكـُلُّ في كـُلّ البيانات لو كانت مبنية على أسس فكرية ذات خصوصية محيطية ؛ لما انقضى نحْبُها ونـَحبهُـم ؛ ولماهَـرول عملاؤها وأتباع زبانية ومريدي [“الحشاشين”] لشق “الاحتراف” لينغمسوا جوانية المقامة ” المضيرية” لأخذ الغنيمة وقطع اللحم :….. وحضَرْنا معْهُ دَعـوَةَ بَعْض التجَّار، فقدِمَتْ إِلينَا مَضِيرة، تُـثنـِي على الحَضَارَةِ ، وَتَتَرَجْرَجُ في الغضارَةِ، وَتؤذِن بِالسلامَةِ، وَتشْهـدُ لِمعَاويَة رَحمَه الله بِالإِمَامةِ ؛ فِي قصْعَةٍ يَزِل عنْها الطرْفُ، وَيَموجُ فِيها الظرْفُ، فلمَّا أَخَـذتْ مـنَ الخِوانِ مَكانَهَا، وَمِنَ القـلوبِ أَوْطانَهَا….فرحم الله بديع الزمان الهمذاني؛