تتميز مناطق عن أخرى في الجماعات الترابية والقيادات الإدارية بإقليم تطوان بأهمية الملفات العالقة والمشاكل المستعصية بها، وقدرة المسؤولين الاداريين بالدرجة الأولى فيها على ايجاد الحلول لها.
قيادة بنقريش بإقليم تطوان والتي تضم جماعتي الزينات وبنقريش، واحدة من هذه المناطق المهمة التي تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والجهوي لما تتضمنه المنطقة من ملفات أسالت الكثير من مداد الاعلاميين.
المسؤول الترابي الجديد بقيادة بنقريش سيكون أمام ملفات حارقة قد ينجح، وهو القادم من أقسام التكوين والتدريب، في فك طلاسيمها وتجاوز الاخطاء الكبيرة التي وقع ضحية لها سلفه الذي غرر به متعاونون سيؤون حولوه الى عدو للساكنة ومرفوض من الفعاليات المدنية بالمنطقة.
المقالع.. تخريب البيئة وغياب التنمية
يفهم المتابعون للشأن العام أهمية احداث مقالع لما فيها من منافع تتجاوز أضرارها البيئية، خاصة على مستوى تقوية البنية التحتية الوطنية ومد قطاع التعمير بالمواد الأولية، لكن إحداث المقالع يخضع لشروط صارمة تقلل من الأضرار البيئية وتحمي الفرشة المائية وتعود على الساكنة المحلية بفوائد كثيرة.
في جماعتي بنقريش والزينات، توجد مجموعة من المقالع التي لا تحترم الشروط المبرمة في دفتر التحملات، حيث يستغل أصحابها تواطؤ المكلفين بمراقبة الالتزام بدفتر التحملات ويستفيدون بشكل شخصي على حساب تنمية المنطقة والحفاظ على سلامة بيئتها وفرشتها المائية ومستقبل ساكنتها.
المسؤولون السابقون في إدارة قيادة بنقريش ودائرة تطوان، سجل المواطنون في حقهم ملاحظات كثيرة في موضوع التغاضي عن خروقات المقالع بل والدفاع عنها في أحيانا كثيرة وتسهيل الدعس على دفتر التحملات وتمزيقه بأصوات الديناميت التي يمكن تفجيرها حتى ليلا دون رقيب او حسيب لغرض في جيب يعقوب.
البناء العشوائي.. تخوم تطوان جنة من لا سقف له
لم تكن الصرامة والحزم التي أبداها قائد قيادة بنقريش السابق، إلا غربالا حاول به إخفاء الفوضى التي عرفها قطاع التعمير والبناء العشوائي في الأحياء المجاورة للجماعة الترابية لتطوان خاصة في أحياء تمزقت والواديين واللوحة (البوروجو)… حيث تمكن أعوان السلطة بهذه المناطق من محاصرة قائدهم وتوجيهه للدخول في صراعات مع الساكنة والفعاليات والمجتمع المدني وحتى الاعلام، ليخلو لهم وشيخهم الذي علمهم السحر، الجو لتحويل الحدود الغربية لبنقريش إلى كارتيل عشوائي كبير اغتنوا منه ومن أشياء أخرى أخطر.
فإذا كان العهد السابق بقيادة بنقريش قد تميز بالصرامة في مراقبة ومحاربة خروقات البناء والبناء بدون ترخيص في الزينات وبوخلاد وبنقريش… فإنه تميز أيضا بالسيبة والفوضى في تعمير أحياء تمزقت واللوحة الموجودة على سفح واد مرتيل وسد الشريف الادريسي.
نفس المخطط القديم الذي تم سلكه مع القائد السابق، تؤكد فعاليات مدنية بالمنطقة يتم العمل به حاليا مع القائد الجديد بمحاصرته وتوجيهه ودفعه لتصديق معلومات شيخهم الذي علمهم السحر حصرا، وتسفيه وتشويه كل تعاون أو تنسيق مع المجتمع المدني والمنتخبين في باقي أحياء القيادة بجماعتيها.
مقال سابق.. تناسل البناء العشوائي بمنطقة “البوروجو” ببنقريش يثير تساؤلات حول دور السلطات المحلية
التنمية.. شعارات في غياب رؤية واضحة
لعل أهم ما يؤطر عمل رجال ونساء الإدارة الترابية في ظل العهد الجديد والتوجيهات الملكية السامية، هو ضرورة العمل على تنزيل مخططات التنمية للرقي بمختلف مناطق الوطن وتقريب الإدارة من المواطن والاستماع لمشاكل الساكنة والاجتهاد في إيجاد مخرجات وحلول للرفع من مستوى الاستثمار والتنمية.
كل ما سبق كان مجرد أضغات أحلام لساكنة الزينات وبنقريش التي لم تلمس في مسؤوليها الترابيين المحليين بالقيادة والدائرة غير الحكرة وتكريس النظرة السلبية من رجال سلطة ينتمون إلى عهد بائد، فكان غياب التواصل والكيل بمكيالين في التعاطي مع الخروقات التعميرية وتنفير المستثمرين وتعقيد المساطر السمة الابرز في تعاملهما. الشيء الذي جعل المنطقة، وهي التي خلاها الله بمناظر طبيعية خلابة وتضاريس من الجنة، تفتقر لكل أنواع المشاريع السياحية التي كان بالإمكان أن تعود على الساكنة بالخير الكثير، اللهم الاستثمار في فتح وتوسيع المطاعم التي يجتهد المقربون فيها من المسؤولين السابقين منهم في تقديم لحوم فاسدة لزبائنهم.
تركة ثقيلة.. هل يفك عقدها قائد شاب ورئيس دائرة مخضرم ؟
التركة ليست سهلة تلك التي خلفها السابقون للقائد الجديد الشاب “شعيب الزيدي” والقادم من المعهد الملكي للإدارة الترابية، ومعه رئيس دائرة مخضرم “جواد مغناوي” يشهد له من عايشه من الساكنة بالخبرة والحنكة في إدارة مؤسسته الترابية وحسب الاصغاء وجودة التدخل.. هي تركة قد يسهل حل عقدها خاصة أن المنطقة بها رئيسين لجماعتيها الترابيتين يحضيان بإجماع الساكنة وتوافقها عليهما، الاول “محمد البكوري” مخضرم أيضا ويشهد له بالقدرة على التواصل والتعاون خاصة أنه يشغل منصب رئيس فريق نيابي بالبرلمان ويقود الحكومة، والثاني شاب “عرفة الخياط” له من الخبرة العلمية والعملية ما يجعله قادرا على العطاء والتعاون وتسهيل التواصل.
في البداية والنهاية تبقى الساكنة مفتاح نجاح او فشل اي مسؤول، وهي التي تحدد ذلك وفق تعامله معها وخدمتها وحسن التواصل معها، حسب التوجيهات الملكية السامية التي كانت جوهر نصائح وتوجيهات العامل “يونس التازي” المحبوب بين التطوانيين، يوم تنصيب رجال ونساء السلطة بقصر عمالة إقليم تطوان.
حيث أكد في كلمة له بالمناسبة أن وزارة الداخلية من خلال هذه الحركة الانتقالية وغيرها تسعى إلى تكريس معايير الكفاءة والاستحقاق وتكافئ الفرص في تولي مناصب المسؤولية، وذلك للرقي بعمل الإدارة الترابية وفق دينامية إيجابية تجعل الإدارة في خدمة المواطنين، مواكبة لحاجياتهم وراعية لمصالحهم التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد عليها، في كل المناسبات، باعتبارها السبيل الأنجح لتدعيم الحكامة الترابية الجيدة.
وفق الله الجميع لخدمة المواطنين والوطن وأبعد عنهم بطانة السوء ونصائح من في قلبه ذرة مكر وخديعة.