على ما يبدو أن عمدة مدينة طنجة “منير الليموري” أصبحت له أولويات أخرى بعيدة كل البعد عن الإهتمام بالشأن المحلي لمدينة طنجة، ومواكبة المشاكل والملفات الكبرى االمطروحة على مكتبه، وهي ملفات تلامس عمق معاناة الساكنة التي صوتت عليه خلال إستحقاقات 8 من السنة الماضية ، خصوصا أن جل أوقات الرجل باتت خارج المدينة أو بالأحرى خارج المغرب.
فأمام تنامي حاجيات ومطالب الساكنة التي أصبحت ملحة، وتحتاج إلى التدخل المباشر للسيد العمدة الرجل الثاني في المدينة، نجده مشغولا في السفر والرحلات بين دول الإتحاد الأوربي ومعشوقته الجديدة “إسرائيل” التي راكم فيها علاقة بشكل سريع يقال عنها ما يقال، وإن كان ذاك شأنه ولا أحد له الحق في معاتبة سفره الدائم ومغادرة مكتبه في حال القيام بمهامه على أكمل وجه.
عمدة طنجة على ما يبدو تناسى بعض “ثوابث الأمة”، وتناسى أن هناك أولويات تسبق أولوياته الشخصية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالخطابات الملكية، والتي يصبح فيها الحضور للإنصات واجبا ضروريا بل واجبا وطنيا، والأكثر من ذلك يجب الخضوع للبرتكول المعمول به والإنضباط إليه، لينتقل بعد ذلك إلى ممارسة وتطبيق مضامين الخطابات الملكية التي تلامس عمق اشكالات المواطنين الذين ينتخبون العمدة ومن معه.
الغريب في الأمر أنه خلال الخطاب الملكي السابق بمناسبة عيد العرش، والذي تواجد فيه عمدة مدينة طنجة بمقر ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة للإنصات لمضامين الخطاب رفقة عدد من السياسيين والبرلمانيين ورؤساء المقاطعات ورجالات السلطة، بدى عمدة طنجة شاردا خلال إلقاء الملك محمد السادس الخطاب، حيث قضى جزءا من وقته في إجراء اتصالات هاتفية دون أي اهتمام بمضامين الخطاب.
وخلال الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ثورة الملك والشعب، لم يحضر عمدة طنجة، حيث كان مسافرا خارج الديار المغربية، وكان تقريبا الغائب الوحيد من السياسيين عن الخطاب التاريخي الذي اعتبره عدد من متتبعي الشأن المحلي والسياسي بالمدينة بمثابة تجاهل، خصوصا أنه وحسب ذات المصادر أن الرجل سبق له وأن تغيب عن خطاب ملكي سابق.
وأكد البعض من مقربي العمدة في تصريح خصوا به الجريدة الإلكترونية “شمال بوست”، أنه كان بإمكان العمدة أن يقطع يوما أو يومين من عطلته التي يقضيها بإسبانيا لحضور مراسيم الخطاب الملكي، عوض التغيب وعدم الإهتمام به.
فأمام خرق يرتوكول الخطابات الملكية والتي تمثلت في مكالمة هاتفية أثناء الخطاب، والغياب عن الحضور في بعض الخطابات الملكية، هل أصبح لعمدة مدينة طنجة “منير الليموري” أولويات أخرى؟ أم أنها أخطاء عفوية غير مقصودة تعود لقلة الخبرة والتجربة السياسية؟