التأم أمس الخميس 21 أكتوبر الماضي بقاعة الاجتماعات محمد أزطوط، المجلس الجماعي لجماعة تطوان، في جلسة ثانية برسم دورة أكتوبر العادية لسنة 2021، وهي الجلسة التي تمت فيها المصادقة وبالأغلبية المطلقة على مشروع ميزانية الجماعة لسنة 2022.
هذا المشروع الذي يعتبر ثمرة لسلسلة من الاجتماعات، والذي عملنا فيه كل من موقعه، رئيس الجماعة، رئيس لجنة المالية وكل اعضائها، كل اعضاء المكتب، وكل الموظفين بكل اقسامهم، على جعله مشروعا يجيب على انتظارات الساكنة، ويضمن تجاوز مجموع الاختلالات التي عرفها تدبير الجماعة خلال الولاية السابقة.
وهي فرصة يجب أن نؤكد فيها على رهانات كبرى رسمت خارطة ميزانية تطوان، سوف أركز هنا على أربع رهانات فقط .
أولا، الرهان على تسوية وضعية موظفي الجماعة، من خلال الالتزام بتصفية جل ملفاتهم العالقة نتيجة سوء تدبير المجلس الجماعي السابق، وذلك بتأدية كل مستحقاتهم وضمان ولوجهم لكل حقوقهم، هو رهان اساسه قناعة راسخة، بأن تأهيل العنصر البشري وتوفير اجواء مناسبة لاشتغاله، هي الآلية الفعلية التي من خلالها سنضمن تحسن وتجويد بل تطوير أداء الجماعة في كل الميادين، حتى نستطيع تقديم خدمة عمومية محلية في مستوى تطلعات ساكنة مدينتنا.
ثانيا، الرهان على الاهتمام بالمجال الثقافي، وهو المجال الذي غاب عن اهتمامات وانشغالات الجماعة منذ سنوات، هو اهتمام أساسه أننا لا يمكن ان نتصور مدينتنا غير مدينة ثقافية، كما كانت تاريخيا، ذلك ان سن سياسات ثقافية مدخل أساسي لربح رهان التنمية المحلية، فلا يمكن ابدا تصور نجاح اي مشروع تنموي محلي، في غياب رؤية واضحة لتأهيل المجال الثقافي، وهو المنطلق الذي حكم إعدادنا لمشروع ميزانية الجماعة، باعتبار أن مدينة تطوان رائدة في العمل الثقافي، فنجد ارتباط هذه المدينة بعيد الكتاب مثلا، كأول مدينة نظمت هذا النوع من الأنشطة في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، والذي وجب استعادة هذه التجربة حفاظا على هوية المدينة.ما أحوج مدينة تطوان لاسترجاع بريقها الثقافي، على اعتبار أن الثقافة من ضمن المجالات الأساسية التي يمكن أن تساهم في تنمية المدينة، هذا المجال القادر على جعل تطوان مدينة سياحية من خلال الحفاظ على الكيان الثقافي والهوية الحضارية للمجتمع.
ثالثا، الالتزام بدعم الفرق الرياضية بالمدينة، وخصوصا فريق المغرب التطواني، من خلال تقديم منح مالية لها، ومن خلال تسطير برنامج رياضي واضح، هو التزام هدفه تشجيع الشباب التطواني على ممارسة الرياضة، وضمان عودة فريقنا للمنافسات الوطنية والقارية والدولية، لما في ذلك من إشعاع لمديتنا.
رابع، التوجيه نحو دعم الاستثمار بمدينتنا، من خلال استقطاب مستثمرين جدد، وتسهيل فرص وإمكانيات استثمارهم في مجالات عديدة بالمدينة، هو توجه غايته ليس فقط خلق مناصب شغل جديدة، بل غايته ايضا استقطاب معارف جديدة، وتقنيات جديدة، ومضمونه سن سياسات واستراتيجيات واضحة، تنطلق من حاجات المدينة، حتى نضمن ربط اهداف الاستثمارات بنتائجها وعائداتها على الجماعة وساكنتها.