إن هذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي، التي تنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستضيف الدورة الثانية للموسم ( ست ندوات)، وذلك في إطار الدورة 35 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة. سوف تكون فرصة لإبلاغ رسالة أصيلة تحث شعار:” أصيلة أصيلة وتستمر المسيرة” في جو من السلم والسلام، كيف لا وهي مدينة الثقافة والفن، مدينة التي أطلقت صرخة الإبداع لتصل إلى كل أرجاء العالم.
إن أصيلة أبت إلا أن تجعل من نفسها بؤرة للفكر والتفكير بؤرة للنقاش الهادئ والمترزن، فإختارت لنفسها في الندوة الافتتاحية عنوان “المغرب العربي والساحل .. شراكة حتمية ؟”، من 29 إلى 31 أكتوبر الحالي، لتقول لكل دول المغرب العربي، إن هذه المدينة الصغيرة الهادئة لا تفكر في ذاتها بل تفكل في مغرب عربي قوي بشراكات حتمية.
ولأن أصيلة التي تؤمن دائما بقيم الديموقراطية والحداثة، إذ يبرز ذلك من خلال العملية الإنتخابية، التي يعبر فيها أبناء المدينة عن توجهاتهم بكل ديموقراطية واستقلالية، إختار منظمو المهرجان أن تتمحور الندوة الثانية حول موضوع “أي مستقبل للديمقراطية الانتخابية ؟” (من 3 إلى 5 نونبر المقبل)، فلا يمكن الحديت من الديموقراطية بدون الإهتمام وتحصين الديموقراطية الإنتخابية.
أصيلة المدينة التي تغنت دائما بالعروبة وجلعت فضائها محورا لهذه النقاشات الوازنة، اختارت موضوع الندوة الثالثة “العرب والتحولات الإقليمية والدولية الجديدة .. العروبة إلى أين ؟” (أيام 8 و9 و10 نونبر)، خصوصا وأن التحولات الدولية والإقليمية جعلت الأنظمة العربية أمام رهانات سياسية وجيواقتصادية واجتماعية كبيرة جدا، بل وملحة في مطالبها ومنها ما هو اني ومستعجل.
أصيلة مدينة الفنون أصيلة مدينة الإبداع، أصيلة مدينة الإعتراف بالفن والفنانين، أبت إلا أن تخلق خيمة الإبداع والتكريم ، إذ سيتم خلالها تكريم الإعلامي المغربي “محمد البريني”، وذلك يوم 11 نونبر المقبل.
وستنظم، خلال هذه الدورة، ندوة خامسة حول موضوع “الشيخ زايد .. رؤية القائد المتبصر” (يومي 12 و13 نونبر 2021).
الندوات سوف ستشهد حضورا عربيا وإفريقيا ودوليا لافتا، بمشاركة صفوة من الباحثين والمفكرين وأصحاب قرار نافذين والشعراء. فإذا كان هؤلاء سوف يغنون المدينة بنقاشاتهم ويرونها بأفكارهم الخصبة، فهم سوف يتمتعون بهدوء المدينة التي راكمت قطار التنمية وقطعت أميالا من الإصلاحات الأمر الذي يجعلها تتبوء العالمية في مجال الفن والثقافة.
إن أصيلة التي نجحت في كسب رهان الإستحقاقات الإنتخابية لـ 8 شتنبر 2021، هي نفسها ربحت ومازالت تربح رهان الثقافة، ففي الوقت الذي راهن فيه العديد على موت هذا المهرجان الدولي الثقافي، مازال المهرجان بقيادة رجالاتها يشعل شمعة الأمل والنجاح.
هذا ويرأس مهرجان منتدى أصيلة الوزير اخارجي المغربي الأسبق الأستاذ “محمد بن عيسى” الذي حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب كأفضل شخصية ثقافية لدورة 2007–2008. إذ ساهم بن عيسى في تأسيس مهرجان أصيلة كمشروع ثقافي حضاري هام تتواصل فعاليته دون توقف منذ العام 1978.
وكان بن عيسى (84 عاما) قد تولى منصب وزير الثقافة من عام 1985إلى 1992، ومنصب سفير جلالة الملك بواشنطن الولايات المتحدة الأمريكية ومنصب وزير الخارجية بين عامي 1999 و2007.
كما لا زال السيد بن عيسى يشغل منصب رئيس المجلس البلدي لأصيلة لأزيد من 40 سنة وأيضا برلماني بمجلس المستشارين، كما سبق له وأن كان برلماني بمجلس النواب.
اصيلة التي تسحرك بألوانها وبأزقتها، وبهيامها المترنح بفرشاة من الهيام، فرشاة خلقت وصنعت لأصيلة فقط، تراهن على هذا المهرجان لتبرز حجم الإنجازات التي شهدتها المدينة على جل المستويات.