Web Analytics
مقالات الرأي

الترحال السياسي

الأحزاب في مغربنا الحبيب متعددة، وطبيعي جدا أن تختلف في مرجعيتها وإيديولوجياتها وطريقة عملها .. يوجد اليساري والاسلامي والشيوعي والليبرالي والمحافظ وغيرهم .. هؤلاء يختلفون في الايديولوجيا أولا ، ثم بعد ذلك في المشروع المجتمعي أو في الرؤية و المهام والأهداف وطريقة العمل من أجل تحقيقه (أي المشروع المجتمعي المتكامل) ..

المحطات الانتخابية هي فرصة لتقييم الممارسة السياسية والأداء (و منه) الوظيفي للحزب في الميدان .. بمعنى آخر، في أرقى تصور حضاري للديمقراطية واقتراع الشعب للشعب في تدبير الشأن المحلي والعام عبر استحقاقات محلية اقليمية جهوية وتشريعية، تبقى المحطات الانتخابية امتحان نجاعة تطبيق وتفعيل الايديولوجيا في الواقع … إنما للأسف، ما نشهده اليوم وفي كل فترة انتخابات هو مهزلة الترحال السياسي أو الهجرة السياسية لأسماء بعينها !!

ما معنى إذن أن فلان يحنقز من الحزب الفلاني إلى الحزب العلاني مرورا بحزب العربي وعبد الله وكلنا عرب عباد الله .. والارجوحة مازالت تدبدب .. والعدادة بتحسب (بنبرة و لكنة عادل إمام) !!

ما معنى التحنقيز من اليسار إلى اليمين مرورا بالقاع وإلى القاع في ثلاثية أبعاد الزمكان ، ما معنى هذا إذا كان الحزب يا سادة هو فكر وايديولوجيا ومبادئ وقيم وثوابت يتقاسمها أعضاؤه .. هو أيضا رؤية و مشروع وأهداف يتبناها أعضاؤه .. الحزب مؤسسة تربوية تؤطر لبرنامج مجتمعي متكامل (و أتعمد التكرار) ، برنامج من مشاريع ومخططات بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى تشتغل بالتوازي ..

إذن ما معنى اللامعنى في الترحال السياسي غير إفلاس وتسفيه المشهد السياسي .. ثم بعد ذلك يسألون عن العزوف السياسي واللامبالاة !!

في وقت يفترض فيه التصحيح و داستكمال المشوار من أجل تحقيق الأهداف وفقا لرؤية الحزب السياسي وتحت زاوية التأطير الفكري والايديولوجي للتيار السياسي، في وقت المعركة الراقية بين الافكار وتنزيلاتها، في وقت قراءة الأحداث وتحليلها وتقييمها، نشاهد سلسلة جديدة من مهزلة الترحال السياسي، نشاهد بعض ممتهني بيع وشراء الأصوات في بورصة أسماء متغيرة الألوان .. والصوت والتزكية حسب البورصة .. نشاهد بعض هؤلاء وهم يعبثون ويسيؤون إلى ذكاء المواطن وكرامة المواطن ومستقبل المواطن .

للأسف وللأسف ، هكذا يفسد العفن المعرفي والأخلاقي محطات مصيرية في مستقبل تنمية البلاد ومستقبل الأجيال !

زر الذهاب إلى الأعلى