مع اقتراب الموعد الانتخابي نجد أنفسنا أمام فيضان جماعي يجلب معه الجيد و السيء الصالح و الطالح.. انه بخلاصة يجلب المجتمع المغربي بأكمله، فالانتخابات المغربية ماهي الا خلاصة تركيبية لبنية مجتمع مدني وسياسي واجتماعي بامراضه و أعطابه ونواقصه ومميزاته.
بصفتي فاعلة مدنية و سياسية تطوانية مشاركة و فاعلة في العمل القاعدي المدني بمدينة تطوان لي ملاحظات عديدة ارغب في مشاركتها معكم من اجل فتح نقاش سياسي نبتغي من وراءه تبادل الأفكار والاراء.. ولعل اول ملاحظة يمكن ان نناقشها تتجلى في الغياب التام لمجموعة من الوجوه البارزة اليوم والمتصدرة لمجمل اللوائح الانتخابية، هذا الغياب التام عن الفعل اليومي و عن مواكبة الساكنة بشكل دائم يجعل الرابطة السياسية بين الفاعل والمواطنة منعدمة كما هو انعدام الرابطة بين العهر والشرف. ان هذه القطيعة تسبب نوعا من اختلال الثقة السياسية التي تعد العملة الأولى المتداولة بين الفاعل السياسي والمواطن، كما يمكن أن ننتقل للملاحظة الثانية حيث نلمس في تطوان غيابا كبيرا للفعل السياسي المواطن ومقصودي بهذا الوصف هو الفعل السياسي الذي يخدم الوطن بشكل مباشر ودقيق كما فعلت ايام الغلق الشامل حين خرجت و ووزعت رفقة مجموعة من الفرقاء المدنيين مجموعة من الأغذية والألبسة لفائدة المشردين كما أنني فاعلة نسائية تدافع عن المرأة وحقها في حياة إنسانية بعيدة كل البعد عن العنف والقهر وبذلك عملت مع فاعلات نسائيات على الدفاع عن معنفات من ضحية عنف منزلي ذكوري اراد ان يفرغ ضغوطاته الخاصة على المخلوق الذي يعاشره ويقاسمه حياته.
انني كفاعلة نسائية قريبة جدا من هموم النساء و متواصلة بشكل دائم معهن اطرح سؤالا على الفاعلين السياسيين بتطوان و على الراغبين في تمثيلية جماعية و تشريعية. ماهي الحاجيات الحقوقية التي تحتاجها نساء تطوان خصوصا المعنفات وكيف يمكن لنا كفاعلين سياسيين ان ننقل نسوة معنفات من حالة قهر الى حالة فعل و من حالة حرمان الى حالة عطاء.
وسأعمل من أجل ذلك في المستقبل القريب في جمعية حقوقية ستضع نصب عينها العمل على نقل النسوة من حالة لا يرضينها الى حالة يفتخرن بها.
ان ما تعيشه مدن الشمال عامة و مدينة تطوان خاصة من تهميش و تجهيل عام جعلها بؤرة الفقر و الجهل. وقد ظهر ذلك جليا في الأزمة السياسية التي شهدتها مدينة سبتة حيث ان الهجرة الجماعية لابناء الشمال عكست سخطهم و غضبهم عن واقع ميؤوس منه واقع يصبح فيه السياسي متفرجا غير مشارك في الفعل المجتمعي.
ان أهم مهرب يتوجه له ابناء الشمال هو المخدر فلن تجد في مارتيل و تطوان و فنيدق و مضيق وكل ضواحي الشمال مقهى شعبي الا و ستفاجئك رائحة مخدر ما يتم تدخينه لنسيان هم واقع بئيس.
ولعل واجبنا كفاعلين مدنيين و سياسيين هو ان نتحمل المسؤولية المجتمعية التي تفرض علينا ضرورة إيجاد حلول لهذه المشاكل عبر المرافعة السياسية و الحقوقية و المدنية وبذلك اذكر هاهنا مساهمتي رفقة مجموعة من الفاعلين في مد جسور التواصل بين المواطن الغاضب و بين المؤسسات الدستورية و المدنية. ولعل هذا الربط هو ما يجب أن نركز عليه في عملنا السياسي.