من المؤسف أن العديد من النخب ليست على قدر جسامة اللحظة التي يمر بها المغرب والعالم الآن. في خطاب العرش لهذا العام كان هناك تركيز واضح على مسألة الوباء والقضايا المتعلقة به . لم يتطرق الخطاب للانتخابات المقبلة وبدل ذلك ركز على جهود محاربة الوباء.
تعلمون أن الوباء لا زال في أوجه وأن منظمة التجارة العالمية رفضت للمرة الرابعة مشروع تعليق العمل بنظام حق الملكية الفكرية فيما يخص اللقاحات والأدوية الخاصة بكوفيد ، وهو مشروع تقدمت به الهند وجنوب أفريقيا ودعمته أكثر من مئة دولة منها المغرب . يعني هذا أن معركة الحصول على لقاحات وعلاجات كوفيد من السوق العالمي ليست سهلة ،، هناك سباق عالمي وسياسات احتكارية تجعل التلقيح امرا صعبا بالنسبة البلدان النامية والضعيفة ، ومع ذلك استطاع المغرب بفضل تنويع شركائه، تامين ما يكفي لبدء عملية تطعيم ناجحة.
لكن للأسف هناك من تعميه مصالحه الأنانية و لا يعي تماما أبعاد هذه المرحلة ويتصرف بحمق … لا اقصد المواطن العادي بل النخب التي تدعي كونها قدوة.
مثلا، رغم ظروف الوباء، تهافتت بعض الأحزاب “المحترمة” على عقد التجمعات الدعائية في غياب تام لأي إجراء إحترازي .. هذا دليل على انعدام الإحساس بالمسؤولية لدى طبقة سياسية تريد من الشعب منحها الثقة لتحمل المسؤولية !!.
لقد رأينا كيف قاموا في عدة مناطق وأكثر من مرة، بحشد مئات بل وآلاف المواطنين في فضاءات ضيقة دون كمامات ولا تعقيم ولا تباعد لأجل أن يلقوا عليهم خطبهم الانتخابية العقيمة .
إن المواطن المغربي قد بات أكثر انتباها لهذا العبث . يرى كيف تطبق عليه إجراءات حالة الطوارئ الصحية وأحيانا بصرامة مبالغ فيها بينما تقوم تلك الأحزاب بخرقها دون عقاب !! هذا يبعد المواطن الواعي ، الصالح عن الأحزاب والعمل السياسي ويفسح المجال للانتهازيين وأصحاب عقلية القطيع.
لو نظرت تلك الأحزاب إلى نفسها في المرآة وكيف أنها تساهم في تأزيم الوضع وتأملت مضامين الخطاب الملكي الأخير والجهود والتضحيات المبذولة لمنع انتشار الوباء وحماية الأرواح، لخجلت من نفسها … فهل تفعل ؟