Web Analytics
أخبار الشمالمقالات الرأي

خلق ليعارض .. نموذج من الجمهور التطواني لا يعرف سوى الانتقاد

يعد الجمهور التطواني العاشق لفريقه وللكرة العالمية واحدا من الجماهير التي اشتهرت فضلا عن حبها الكبير لفريقه التاريخي والأزلي نادي المغرب التطواني، فإنه  يحظى أيضا باعتراف وطني بمستوى معرفته العميقة بخبايا وتفاصيل كرة القدم وتذوقه حلاوتها كحلو الشاي المنعن بمقاهي المدينة العتيقة.

عشق الجمهور التطواني لكرة القدم الإسبانية بالخصوص وانقسامه بين قطبي الليغا ريال مدريد والبرصا مع وجود مغرمين بالأتلتيكو وأتلتك بلباو، ومتابعته نهاية الأسبوع لمبارياتهم عبر التقاط القنوات الإسبانية قبل ظهور القنوات العربية التي أفسد بعضها هذه المتعة من خلال معلقين لا يتقنون حتى نطق أسماء اللاعبين، ساهم في الرفع من الثقافة الكروية لدى الجمهور التطواني وأكسبه مهارة النقد البناء وإن كان داخله جدال تاريخي حول أحقية الزعامة الكروية للعالم بين الميرنغي والبلاوغرانا.

ولا يخفي على عشاق نادي المغرب التطواني ومحبيه من الجيلين القديم بالخصوص والحالي انعكاس الرصيد المعرفي لمتابعة الكرة الإسبانية ومشاهدة البرامج الرياضية المتخصصة في تحليل المباريات عبر مشاركة كبار الصحافيين والمحللين، على الوضع الكروي المحلي من خلال فريق المغرب أتلتيك تطوان خاصة بعد دخوله نادي الكبار والفوز ببطولتين احترافيتين والمشاركة في دوري أبطال إفريقيا وكأس العالم للأندية مما رفع أولا من سقف الطموح الذي كان يقتصر على البقاء ضمن أندية الدرجة الأولى، وثانيا ارتفاع حدة النقد في حال تراجع مستوى الفريق أو تخللته أزمات مالية وإدارية.

فإنه بالمقابل نجد بعض الجماهير تعبر عن معنى “الفائق” بشكل سلبي لا يليق بثقافة وهوية الألتراس التي تعرف بانتمائها وولائها الشديد لفرقها الرياضية.

نجاح المكتب المسير للمغرب التطواني في إقناع مؤسسة “طنجة المتوسط” وتوقيع عقد استشهار بمبلغ محترم ( 200 مليون سنتيم ) إلى غاية نهاية الموسم الجاري، كشف عن نوعية من الجمهور التطواني الذي “خلق ليعارض” أو أنه يمارس المعارضة من أجل المعارضة فقط دون وجود مبررات منطقية وواقعية لعكس الاتجاه كلما تعلق الأمر بمناقشة طريقة تسيير المكتب المسير لأمور النادي إداريا وتقنيا، تنطلق أساسا من الأحكام المسبقة التي تغلب على عقلية وطبع المشجع تجاه أي شيء يتعلق بالمسير الرياضي.

الانتقاد الذي يمارسه الجمهور تجاه مسؤولي النادي أو اللاعبين مسألة طبيعية وجوهرية وحالة صحية وإيجابية حيث تظهر إدراك الأخير لوجود أخطاء على مستوى تسيير النادي أو ضعيته المالية أو الإدارية أو التقنية أو على الأقل بدأت الجماهير تشعر بها، وتعكس في نفس الوقت حب الفريق والرغبة في رؤيته ضمن مصاف الأندية الكبرى ومنافسا قويا على الألقاب، لكن وكما يقول المثل “إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده “. وإذا كان المعنى الحرفي لكلمة الألتراس Ultras  وتعني “الفائق” أو “الزائد عن الحد”، في تشجيع الفريق ووضع مصلحته فوق كل اعتبار والتدخل للنقد البناء والإيجابي لتصحيح الأخطاء وتدارك الهفوات، فإنه بالمقابل نجد بعض الجماهير تعبر عن معنى “الفائق” بشكل سلبي لا يليق بثقافة وهوية الألتراس التي تعرف بانتمائها وولائها الشديد لفرقها الرياضية.

ما يعاب على الكثير من الجماهير هو عدم قدرتها على التفريق بين النقد (Critique) الذي ينبني على تمييز الجيد من الرديء، والحسَن من القبيح، وبين الانتقاد (Criticism)الذي يهتمُ بتصيد الأخطاء والجوانب السلبية دون تصويب أو تبيان للحقيقة ويتوجه غالبا لذم أو انتقاص عمل الطرف الآخر، وهو ما باتت تتقنه وتتفنن فيه بعض من الجماهير في الآونة الأخيرة وكشفت عن ذلك بشكل علني عبر صفحات فايسبوكية تعنى بشؤون وأخبار فريق المغرب التطواني، وذلك حين تلجأ أغلب التعليقات والتدوينات والردود إلى السب والشتم والقذف في كل ما هو منتسب للنادي سواء كان لاعبا أو إداريا أو مكلف بمهة إعلامية.

المطلوب من الجماهير التطوانية أن تمارس نقدا يرتقي بها بين الجماهير ويزكي ما هو معروف عنها بثقافتها الكروية التي تميزها واكتسبتها بمتابعتها للكرة العالمية والإسبانية على الخصوص، والابتعاد عن ممارسة نقد مليئ بالكره والحقد خال من الموضوعية.

زر الذهاب إلى الأعلى