ساعات قليلة تفصل المحامون والمحاميات بهيئة تطوان عن اختيار نقيب جديد لهم-ن، حيث جرت العادة والأعراف أن تجري الانتخابات المهنية الداخلية كل ثلاث سنوات يتم خلالها بالاضافة إلى انتخاب النقيب، انتخاب أعضاء مجلس الهيئة وعددهم 10 أعضاء يمثلون جيلين من المحامين، كما يتم انتخاب عضو واحد يحمل صفة نقيب سابق، فيما يحتفظ النقيب المنتهية ولايته بعضوية مجلس الهيئة بشكل مباشر لا يخضع فيها للتصويت.
ويتنافس هذه السنة على المنصب السابع عشر لنقيب هيئة المحامين بتطوان، ثلاثة محامين، يسعى كل واحد منهم إلى إقناع زملائه وزميلاته ببرنامج عمل يهدف من خلاله تطوير الأداء المهني والرقي بمهنة البدلة السوداء.
الأستاذ محمد المرتضى درجاج
يعتبر “درجاج” أصغر المرشحين سنا، حيث يعتبره الكثير من زملائه الذين استقت رأيهم شمال بوست مرشح مسلح بروح الشباب، الذي يتميز بالدينامية والحضور الدائم كلما تعلق الأمر بالواجب المهني ومؤازرة زملائه وزميلاته، وقد كانت تجربة الحجر الصحي مناسبة أظهر خلالها عن تميزه في نكران الذات والتطوع والحرص على خدمة هيئة المحامين واستمرار عملها حتى في أسوء الظروف.
لم يسبق أن سجلت ملاحظات مهنية أو أخلاقية على “درجاج” حيث ظلت سمعته ناصعة لم تخدشها أي شبهة أو طالها لسان اتهام.
يرى متابعون أن “درجاج” في الحقيقة يواجه جيلين.. بعض من سبقوه إلى البذلة السوداء يعتقدون أن وجود نقيب يصغرهم عمرا فيه انتقاص من مكانتهم، فيما يثير الحسد بعض من يُجايلونه. ولكن بين أولئك وهؤلاء سيصوت كثيرون للأستاذ “محمد المرتضى درجاج” مرجحين كفة السمعة والمهنية على ما دونهما من أمراض نفسية.
الأستاذ محمد المموحي
لا يختلف اثنين في صدق ومبدئية “المموحي” القادم من مدينة شفشاون، بتقاسيم وجهه الصارم، وهو الحامل منذ عقود لأمال أجيال بأكملها في مغرب يتسع لكل أبنائه، حيث صقلته سنين النضال من أجل الديمقراطية وقوت عوده زنازين الاعتقال من أجل الحرية، تجربة وتاريخ مشرف تجعله منافسا قويا لتسجيل اسمه النقيب السابع عشر لهيئة المحامين بتطوان.
في أحيان كثيرة، يعتقد متابعون، أن التاريخ المشرف والسيرة النظيفة قد تعترضها تقاطعات السياسة وتعرقلها مطبات الجغرافيا، والطموح المشروع ربما لا يروق للرفاق في كثير حسابات، ولكن صدق طوية “المموحي” قد تكون أكبر من كل المعادلات والطريق إلى مقر نقابة المحامين بمحكمة الاستئناف بتطوان على مرمى بضع أصوات.
الاستاذ مصطفى أولاد منصور
رجل التوافقات والوفاء لرفاقه، هكذا يرى متابعون “اولاد منصور” الذي اختار التنافس بدوره على منصب ربما تاريخه المهني ومكانته بين زملائه وزميلاته جعلت اسمه أكبر منه.. “اولاد منصور” الذي يُعتبر قيدوما بين المحامين بتطوان، ويعتبر متابعون ترشحه مشاكسة لا يقدم عليها سوى الكبار الذين مرّستهم السياسة والأيام، ترشح يرمي من خلاله “اولاد منصور” ليقول للجميع أنا هنا.
طريق “اولاد منصور” لتقلد منصب نقيب المحامين بتطوان قد يبدو صعبا والوصول له ليس بالامر الهيّن، لكن الرياح تجري في أحيان كثيرة كما تشتهي السفن والمفاجآت قادرة على إقران اسم “اولاد منصور” بالنقيب السابع عشر لهيئة المحامين بتطوان.
لا يكتمل تشكيل مؤسسة النقيب إلا بوجود مجلس هيئة يساعده ويسهر على تنظيم المهنة وتأطير كل ما يرتبط بها إلى جانبه طيلة مدة انتدابها في الأعوام الثلاثة لكل ولاية، ويتم انتخاب أعضائه الاحد عشر بالموازاة مع انتخاب النقيب.
في تطوان سيتبارى النقيبين السابقين “الحسن الخراز” و”عبد الإله الزيدي” على منصب واحد خاص بالنقباء السابقين وسيظفر به أحدهما فقط، فيما سيتنافس 43 مرشحا آخر على عشرة مناصب أخرى تمثل فئتين، الأولى خمسة مناصب لأكثر من عشر سنوات وخمسة لأكثر من عشرين سنة من ممارسة المهنة.
وستعرف المنافسة على المناصب العشرة الخاصة بالفئتين ما بين عشر سنوات وعشرين سنة وأكثر من عشرين سنة تباري أسماء معروفة بنضالها المهني والحقوقي حيث برزت بأنشطتها وسمعتها الطيبة لتتجاوز محيط المحامين إلى المجتمع، ناقلة صورة مشرفة عن أصحاب البدلة السوداء، وفي مقدمة هؤلاء عن صنف أكبر من عشرين سنة (21 مرشح-ة) الاستاذ “مراد الخراز” والأستاذة “زينب االقادري” وهما اللذان بصما اسميهما كناشطين مدنيين يحضيان باحترام المواطنين ويشرفان مهنة المحاماة، ومثلهما كثير من المرشحين الآخرين كالأساتذة “محمد بنسالم” و”صبرينة حمينة” و”سراج الوزاني” و”عبد الكريم الخصاصي” وآخرين…
ولا يختلف كثير من المتابعين عن كون التنافس في فئة من عشر سنوات إلى عشرين سنة (22 مرشح-ة) ستعرف بدورها تنافسا على المقاعد الخمس، حيث يتبارى أيضا نخبة من المحامين والمحاميات المشهود لهم-ن بالكفاءة المهنية والنزاهة الأخلاقية إضافة إلى سمعتهم الطيبة بين المواطنين وفي مقدمتهم الأستاذة “سعاد الرغيوي” والأستاذ “عبد القادر الصبان” والأستاذ “المصطفى أويس” والأستاذ عبد البر منديل” والأستاذ “عصام الناجي” والأستاذ “مصطفى الحداد” والأستاذ “محمد الحميدي” والأستاذ “محمد بنحساين”…
وبعيدا عن صخب المنافسة وشرح البرامج واستقطاب الناخبين، سيجلس النقيب الحالي المنتهية ولايته “محمد كمال المهدي” يوم التصويت (12 دجنبر 2020) مزهوا بما أنجزه خلال فترة توليه منصب النقيب الممارس، متطلعا إلى قدرة النقيب القادم في رفع التحدي لإكمال الإنجازات التي تحققت وتطويرها، خاصة أن “المهدي” سيكون بقوة القانون عضوا في مجلس الهيئة.