شغلت مجموعة من الشخصيات الشمالية مجرى العام 2017 بشمال المغرب عن طريق أفعالها وأنشطتها وتحركاتها ومواقفها وأحداث تسببت فيها، وتعتمد شمال بوست عادة طريقتين لاختيار هذه الشخصيات من أبناء الشمال، إما عبر استقراء عام لرأي الفاعلين أو عبر مقاييس تعتمدها هيأة تحريرها.
ومن جانبنا في شمال بوست هذا العام اعتمدنا الطريقة الثانية مع مراعاة ملاحظات الفاعلين واقتراحاتهم في اختيار قائمة تظم أبرز الشخصيات التي شغلت الرأي العام بشمال وطننا خلال سنة 2017.
وهذه هي القائمة التي اختارها فريق التحرير في شمال بوست :
ناصر الزفزافي : قائد حراك الريف
لا يمكن أن يذكر حراك الريف الذي يعتبر أكبر هزة اجتماعية عرفها المغرب بعد حراك 20 فبراير، إلا ويذكر اسم “الزفزافي” كقائد وناطق رسمي باسم الآلاف من السكان الذين خرجوا للاحتجاج على مقتل السماك “محسن فكري”.. الزفزافي لم يخلوا بيت في الوطن إلا وردد اسمه كمرادف بين العامة لكل ما هو رجولي وبطولي.. كما تحول إلى ظاهرة جديرة بالدراسة والتحليل بين علمان السوسيولوجيا الذين عجز أبرزهم عن تفسير هذا النموذج الفريد للقائد الذي خرج دون سابق إنذار من رحم الجماهير التواقة الى الكرامة وصار رقما في معادلة ربما أكبر حتى من حساباته البسيطة التي لم تحلم إلا بمستشفى للعلاج وجامعة للتعليم وطريق جيدة تصل بينهما ومعمل للخريجين يحتمون فيه من بطش البطالة.
محمد اليعقوبي : جبل لا تحركه الزلازل
كقطار يعرف سكته جيدا ولا ينتبه لمنعرجات وتضاريس الطريق يمضي عامل عمالة المضيق الفنيدق، ووالي تطوان سابقا، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة حاليا في تنفيذ أهداف ومشاريع أعلى سلطة بالمملكة في الشمال.. تناقلت الألسن والمقالات اسمه وصوره كما لم تتناقل اسم وال أو عامل قبله، فهو المسؤول الذي ارتعدت لجديته وصرامته فرائس المسؤولين تحته، وهو رأس هرم مخزن الجهة الذي نزل لشوارع وأحياء الحسيمة والريف يناقش ويقنع السكان بجدية الدولة في معالجة مشاكلهم.. مع كل هزة وزلزال ترتفع أصوات المتضررين من صرامته باقتراب عزله، لكنه كربان متمرس في بحر المخزن ينقذ سفينته من الأمواج والتيارات مستعينا برجاحة استراتيجياته ونجاعة اختياراته في إنقاذ سفينة ولايته.
عبد الغني الدهدوه : ريشة حولت الواقع إلى كاريكاتير ساخر
لا شك أن الفن هو المرآة التي تعكس واقع المجتمع.. غير أن قوة حضور الفنون في معالجة الظواهر والمشاكل يختلف باختلاف قوة طريقة نقله إلى الناس، وهذا هو الأمر الذي أكده “الدهدوه” من خلال فن الكاريكاتير حيث أعاد إلى هذا الجنس الصحفي الفني قوة الحضور خلال هذا العام وجعله أقوى سلاح للسخرية من واقع المواطن المغربي.. كما حوله إلى مادة فنية حاضرة لا يمكن تجاوزها أو الاستغناء عن رسائلها الكامنة في خطوط وملامح سخرية “الدهدوه” من واقعنا.
عبد الوافي لفتيت : مفكك حراك الريف
وجدت الدولة نفسها وجها لوجه مع كرة ثلج الاحتجاجات التي صارت تكبر يوما بعد آخر.. غير ان “لفتيت” الريفي الذي نشأ بتطوان تمكن من حل طلاسم كرة الاحتجاجات وعبر مدة قصير أذاب الثلج وأعاد الهدوء إلى الريف ليتحول إلى واحد من أبرز وزراء الداخلية الذين بصموا تاريخ البلاد.
عبد الله العلوي : برلماني عجز عن طرح سؤال
لم يترك برلماني اقليم شفشاون “عبد الله العلوي” المعروف ب “بارل مان” منتقديه يكملون عامهم الثاني من السخرية من مظهره الغريب بدقنه الكث وسلهامه الذي يشبه سلهام “بات مان” و”سوبر مان”، والأقاويل التي رافقت نجاحه في ضمان مقعد برلماني في غرفة تشريع القوانين رغم محدوديته في التعليم، وهو القادم من قبيلة غمارة التي عرفت بالعلم والعلماء وزراعة الكيف، حتى أفحم “بارل مان” الجميع بخرجته السريالية في غرفة البرلمان وهو يعجز عن قراءة ما كتب له من سؤال ليطرحه على الحكومة. المشهد تناقلته مختلف وسائل الاعلام وصفحات الفيسبوك حى صار “بارل مان” أشهر من نار على علم، كأشهر برلماني في العجز حتى عن الكلام وقراءة ما كتب له من ذلك كلام.
سيليا : فنانة من رحم المعاناة والنضال، صوت المقهورين بالريف
قيل قديما أن المجتمع الطبقي صخرة تتكسر عليها مواهب الشعب الكادح.. مقولة كسرتها أيقونة حراك الريف “سيليا الزياني” وحولت فنها وصوتها الملائكي إلى صخرة صلصال تكسر مسببات المجتمع الطبقي، منذ انطلاق حراك الريف كان صوتها يصدح بالحرية والكرامة، وبعد اللحظة الأولى لاعتقالها صارت رمزا للمرأة الريفية العاشقة للكرامة حيث انتشرت صورها وصار كنار على علم وبات اسمها يملأ الألسن وأحاديث الناس كما لم يحدث مع معتقلة رأي وقضية من قبل.
الفيزازي : الفقيه الذي أوقعه كبته الجنسي
بعد سنوات على خروجه من المعتقل بفضل حراك 20 فلراير، عاد اسمه ليبرز بقوة كواحد من الأبواق التي استعملت للتشكيك في مطالب ساكنة الريف التي خرجت للاحتجاج ضد التهميش والفساد ومن أجل مطالب اجتماعية واقتصادية. هذه العودة لم يكتب لها الانتهاء بسلام، حيث سرعان ما سقط المعتقل بقانون الإرهاب سابقا في محظور الشهوة بعد أن اتهمته فتاة بالاستغلال الجنسي ومخالفة المذهب الرسمي لمملكة أمير المؤمنين واستدراجها لفراشه باسم الزواج بالفاتحة.. صار الفيزازي أشهر زوج بالفاتحة بين المغاربة، وتحول من خطيب وإمام إلى زير نساء.
إلياس العماري : زعيم حزب هجين انتهت صلاحيته السياسية
المخزن كالأفعى لا يؤمن جانبه، ويغير جلده باستمرار.. وكل خدام المخزن ورجاله لهم تاريخ بداية ونهاية صلاحية مع كل تعاظم لنفوذهم أو سطوع لنجمهم.. و”العماري” رجل المخزن الذي لم يكن يتحدث سوى بلسان من صنعوه، شكلت سنة 2017 بداية أفول نجمه السياسي مع انتشار وتسرب أخبار وتقارير صحفية بفضائحه وخططه، حيث بات واضحا أن الرجل دخل في صراع مع قوى لم يقدر حجمها الحقيقي، ولم يدرك أن لكل مرحلة وزمن سياسي أكباش فداء تقدم على مائدة ما يسمى ب”التغيير”..حراك الريف كان المسمار الأخير الذي يدق في نعش العماري.. عرى الحراك واقع الرجل الذي كان يقدم نفسه ضابط إيقاع المنطقة ولم يقوى لا هو ولا منتخبوا حزبه حتى النزول إلى الشارع ومحاورة الساكنة الغاضبة، فكانت النتيجة تلقيه الإشارة تلو الأخرى بضرورة التراجع للخلف في انتظار التأشير على لحظة الرحيل..