وضعت الانتخابات التشريعية لاستحقاق 7 أكتوبر المنصرم رحاها، وانتهت معها الحرب المعلنة التي شنها ” الأمين بوخبزة ” على رئيس جماعة تطوان ووكيل لائحة المصباح ” محمد إدعمار ” وإعلان فوز هذا الأخير بمقعده البرلماني، ونهاية الحياة السياسية لصديق الأمس وعدو اليوم الفقيه ” الأمين بوخبزة “.
لم يكن أغلب المتشائمين داخل حزب العدالة والتنمية محليا ووطنيا يتوقع أن يُقدمَ ” بوخبزة ” على الترشح مستقلا، في خطوة غير محمودة العواقب، فقط لأنه أراد أن يثبت للشارع التطواني أنه الشخص القادر على فرملة جماح وكبح الصعود القوي لرئيس جماعة تطوان ” إدعمار ” الذي أصبح بالنسبة إليه شخصا مفضلا لدى الأمانة العامة لحزب بنكيران، رغم ما حاول تقديمه على أشرطة فيديو من حجج وأدلة على ضلوعه في الفساد الجماعي والتحكم والهيمنة وفرض الديكتاتورية. تهم لم يستطع ” بوخبزة ” إثباتها أمام لجنة أخلاقيات حزب العدالة والتنمية التي أنصفت ” إدعمار ” من كل التهم الموجهة إليه.
وساد الاعتقاد على أن دخول ” بوخبزة ” السباق الانتخابي سيحدث شرخا داخل صفوف حزب العدالة والتنمية بتطوان، وقد يساهم في تشتيت أصوات إخوان بنكيران بين الغريمين، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك حين كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتقاذفها التدوينات من كل حذب وصوب متنبأة بسقوط مدوي لوكيل لائحة المصباح ونهاية وجوده السياسي بالمدينة.
ولم يكن يتوقع ” بوخبزة ” أن يصل حد الغضب البنكيراني عليه إلى حد التحذير من دعم لائحته المستقلة، بل اعتبر بيان الحزب ” بوخبزة ” ومن معه خارج حزب العدالة والتنمية بصفة نهائية ولم تعد تربطهم به أية علاقة، الشي الذي دفع ” الفقيه ” إلى اتهام أخيه السابق في الشبيبة الإسلامية بجلوسه إلى جانب مبيضي الأموال والفاسدين عندما يحل بتطوان، في مشهد يدل على القطيعة بينه وبين حزبه السابق. بل خرج وزير العدل في الحكومة السابقة والقيادي بالحزب ” مصطفى الرميد ” للرد على تلك الاتهامات باعتبار ” بوخبزة ” مجرد حالة نفسية.
إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية بتطوان، والتي أثبتت بالملموس قوة وهيمنة حزب العدالة والتنمية على الحياة السياسية بتطوان، واحتلاله الرتبة الأولى بحصوله على 20136 صوتا، متقدما على التجمع بفارق 3000 صوت وما يزيد، في الوقت الذي حصل فيه بوخبزة على 2988 مخيبا آمال أولئك الذين توقعوا له بالمنافسة على مقعد خامس أو تكسير آلة ” إدعمار ” الانتخابية.
فوز ” إدعمار ” بمقعد برلماني أشر على الوفاة السياسية للفقيه ” بوخبزة ” الذي فقد على ما يبدو جميع صلاته بحزب العدالة والتنمية وحتى حركته الدعوية التوحيد والإصلاح التي هي الأخرى وقفت في وجه ” بوخبزة ” وهيجانه وهوسه الانتخابي ضد رئيس جماعة تطوان.
ومع نهاية الانتخابية البرلمانية انتهت أسطورة ” بوخبزة ” السياسية وهو الرجل الذي كان وراء تأسيس حزب العدالة والتنمية بتطوان ومثَّلهُ برلمانيا، ووضع أسسه المتنية التي جعلت منه حزبا يتقوى بتطوان يوما بعد آخر، قبل أن يفقد ” الفقيه ” البوصلة بإطلاق العنان لرغباته الشخصية في مواجهة حزب لا يعترف بالأشخاص بقدر ما يعترف بالقيادة.
يقول المثل المغربي في هذه الحالة وينطبق على اد عمار مع بوخبزة (دخلناهم ملقاطرة قالوا حقهم في البقرة ) …
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الامين بوخبزة،عما عرفناه دائما،هو ضد العنصرية،وقالها عدة مرات في خطابه السياسي والدعويي،بدليل انه سبق له ان قال في حالة عدم وجود شخص مؤهل ونزيه منمدينة تطوان ليقود لائحة المصباح،طلب من الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية ،اختيار الاستاذ الدكتور المقرئ ابو زيد الادريسي كوكيل الائحة بتطوان، فالاستاذ الامين بوخبزة لا ولن يقدم تنازلات عن مبادئة الاسلامية ابدا، ولا يهمه الخروج من الحزب،وهذا شرف له ، وعدد الاصوات التي حصل عليها 2988 ،هي اصوات : 1- ضد العنصرية 2- ضد الفساد 3- ضد تنازلات على حساب الدي والقيم4-ضد الدوبات الكلي في بحر السياسة على حساب قيمك ومبادئك.
فالله سبحانه وتعالى يامر بالعدل والاحسان،ولا ينبغي ان نغلب العدل(السياسة) على الاحسان (القيم والمبادئ الاسلامية)ـاذا غلبنا السياسة على المبادئ انزلقنا مزالق سياسية وقدمنا تنازلات عن ديننا شيء فشيء حتى الدوبات الذي لا يحمد عقباه،واذا انزلقنا مزالق احسانية ،تركنا الواقع ينتعش فيه الفساد وتتعطل فيه حقوق الانسان ،
فالتوازن بين العدل والاجسان هو المطلب الاساسي والمنقد من كل ما لا يحمد عقباه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته