بعد وضع الأحزاب السياسية الإحدى عشر واللائحة المستقلة المشاركة بتطوان في الانتخابات التشريعية التي انطلقت حملتها يوم السبت الماضي وتستمر إلى غاية منتصف ليلة 6 أكتوبر القادم، للوائح مرشحيها لدى سلطات عمالة تطوان، وبعد بداية انقشاع ضباب التحالفات والاصطفافات التي تسبق دائما الحملات الانتخابية، بدأت معالم الأحزاب التي ستتنافس على مقاعد دائرة تطوان الخمسة تظهر جلية للمتابعين.
ويعتقد المتابعون للشأن السياسي والانتخابي بتطوان أن التنافس سينحصر بين خمسة لوائح حزبية وهي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي والاصالة والمعاصرة ولائحة “أحمد بوخبزة” مستقلة، فيما ستكتفي باقي اللوائح الحزبية على المشاركة الانتخابية ورفع نسبة المشاركة من جهة وتقليص عدد المصوتين على بعض الأحزاب من جهة أخرى.
وحسب مجموعة من القراءات والمعطيات يبدو أن الاحتمالات الممكنة للفوز بالمقاعد الخمسة لن تخرج على القراءات التالية :
* الاحتمال الأول :
يؤكد عدد من العارفين بالشأن الانتخابي بتطوان أن النتائج التي ستعلن يوم 7 أكتوبر وبالنظر إلى القوة التي أصبحت عليها لائحة مرشح العدالة والتنمية “محمد ادعمار” الذي تمكن خلال الفترة الاخيرة من استقطاب بارونات الانتخابات بتطوان “محمد الحسيوتي” و”محمد الشرقاوي” ومستشارين آخرين من حزب التجمع الوطني للاحرار، إضافة إلى الدعم الكبير الذي يقدمه أغلب مستشاري البام المسؤولين بمكتب الجماعة الحضرية بقيادة العرّاب “عبد الواحد اسريحن” ناهيك عن القوة التي راكمها باعتباره رئيس جماعة تطوان، تجعله قادرا على حصد مقعدين لحزبه، رغم انشقاق “الامين بوخبزة” عن الحزب الذي لا يعترف بالأشخاص بقدر إيمان أعضاءه بمشروع وتوجيهات القيادة. فيما يتوقع أن يحصل مرشح التقدم والاشتراكية “العربي أحنين” على المقعد الثالث فيما سيكون المقعد الرابع لرئيس مجلس النواب “راشيد الطالبي العلمي”، أما المقعد الخامس سيكون حسب العارفين بالشأن الانتخابي دائما مقعد الموت بين مرشح الاتحاد الاشتراكي “محمد الملاحي” ومرشح اللائحة المستقلة “الامين بوخبزة” ومرشح الاصالة والمعاصرة “نورالدين الهروشي المطالسي”.
* الاحتمال الثاني :
مع استحضار ما نشرته وسائل اعلام محلية عن دخول السلطات المحلية بتطوان في حملة قوية لفائدة مرشح الاصالة والمعاصرة حيث أكدت مجموعة من الأخبار والأحاديث والمعاينات عن قيام قياد وأعوان السلطة بتوجيه الناخبين وبعض جمعيات الأحياء للتصويت ودعم مرشح التراكتور، تكون السلطات المحلية قد ضمنت المقعد الخامس ل”نورالدين الهروشي المطالسي”، فيما ستتوزع باقي المقاعد على كل من “محمد ادعمار” و”العربي أحنين” و”راشيد الطالبي العلمي” و”محمد الملاحي”.
* الاحتمال الثالث :
يؤكد عارفون بكواليس استقطاب الناخبين أن دخول بوخبزة للتنافس على مقعد برلماني عن دارئرة تطوان بلائحة مستقلة، يشكل تهديدا جديا لكل من “نور الدين الهروشي المطالسي” و”محمد الملاحي”، فإذا كانت مقاعد “محمد ادعمار” و”العربي أحنين” و”راشيد الطالبي العلمي” مضمونة بالنظر إلى قاعدتهم الناخبة التي ينطلقون منها، فإن “بوخبزة” بدوره قادر على تحصين مقعد له والعودة إلى قبة البرلمان بعد فراق دام أعوام وحصر التنافس على المقعد الخامس بين “محمد الملاحي” و”نورالدين الهروشي المطالسي”.
* الاحتمال الرابع :
رغم الحديث عن استنفار السلطات للقياد وأعوان السلطة وبعض جمعيات الأحياء لدعم ودفع الناخبين للتصويت على التراكتور، ورغم الإمكانيات المالية الخيالية لمرشح البام بتطوان “المطالسي” والتي يتحدث عنها الشارع التطواني بكثير من الغرائبية والعجائبية، إلا أن متابعين يعتقدون أن ما يبنى على فراغ لابد أن يسقط بشكل تراجيدي، في إشارة إلى الوهم الذي يبنى في الخيال لحزب غير موجود ويقدم لمرشح فقد أهم ركائزه الانتخابية بفقدان أهم وأغلب المستشارين الذين أوصلوه إلى الكرسي الثاني في حضرية تطوان، حيث يؤكد كثيرون أن الخاسر الأكبر من موقعة 7 أكتوبر سيكون “نورالدين الهروشي المطالسي” الذي يستحيل أن يحصل على مقعد برلماني بالمعطيات الحالية ولأنه غير موجود وليست له قاعدة ناخبة لينطلق منها وأن الهالة الاعلامية والمطبوعات الكثيرة لم تعد كافية لصنع برلماني، وبالتالي فمقاعد تطوان الخمسة ستتوزع بين “العدالة والتنمية” و”التقدم والاشتراكية” و”التجمع الوطني للاحرار” و”الاتحاد الاشتراكي” ولائحة “بوخبزة” المستقلة.
* الاحتمال الخامس :
رغم أن العديد من المتابعين للانتخابات يعرفون قدرة “الامين بوخبزة” على تجييش أنصاره وامكانية فوزه بمقعد برلماني، إلا أنهم يؤكدون أنه مجرد أرنب سباق دفعته أيادي الدولة الخفية لتلجيم توسع نفوذ حزب العدالة والتنمية وكسر شوكته، وأن مقاعد تطوان الخمسة محسومة سلفا وموزعة على الخمسة الكبار الذين سيكون ترتيبهم على الشكل التالي : 1 – محمد ادعمار، 2 – العربي أحنين، 3 – راشيد الطالبي العلمي، 4 – محمد الملاحي، 5 – نورالدين الهروشي المطالسي.