هل من تداعيات لنتائج الاستفتاء البريطاني على ملف سبتة ومليلية ؟
“اسبانيا قلقة على مستقبل سبتة ومليلية بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”
خلفت نتائج استفتاء البريطانيين على استمرار عضوية دولتهم في الاتحاد الأوروبي ردود فعل صاخبة داخليا وفي مجموع دول الوحدة، وتباينت بين التأييد والرفض وبروز ردود فعل داخل بريطانيا تطالب باعادة الاستفتاء والدعوة لانتخابات سابقة لأوانها، من جانبها أعلنت المفوضية الأوروبية على أن قرار البريطانيين لا رجعة فيه، وعلى بريطانيا أن تُعجل بتفعيل قرارها وتفعيل الفصل 50 من اتفاقية الوحدة الأوروبية والشروع الفوري في مفاوضات الانفصال. من جانبها أعلنت اسكوتلندا رغبتها الاستمرار في الاتحاد والدعوة إلى استفتاء يدعو للإنفصال عن بريطانيا، وهو الأمر الذي رفضته أغلب دول الوحدة تلافيا لأية سابقة بهذا الشأن كالتي تواجهها اسبانيا مع جهة كاطالونيا..
تداعيات الانسحاب المفاجئ لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي متعددة ، وليست فقط اقتصادية كما يؤكد أغلب المحللين والخبراء في الشأن الأوروبي، هناك تداعيات امنية ودفاعية وسياسية تتعلق بالأمن الأوروبي وبالسياسات المشتركة في مجال الدفاع وبمعادلات اقليمية ودولية تقلق صناع القرار الغربي.
من هذه التداعيات التي تهم دول الجوار في جنوب المتوسط، وبالتحديد المغرب، نجد ملف جبل طارق والنزاع البريطاني الاسباني على السيادة في هذه الصخرة الاستراتيجية، وارتباط هذا النزاع إلى حد ما بملف المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية.
رغم تحاشي الدولة الاسبانية الحديث علنا عن هذا الموضوع ومحاولة فصله عن مستقبل صخرة جبل طارق، أكدت مصادر عسكرية اسبانية حسب الكونفيدنسيال ديخيتالConfidencial Digital في عددها يوم 29 يونيو 2016 أن مصادر عسكرية اسبانية رفيعة عبرت عن قلقها من تداعيات الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي على مستقبل المدينتين، وبقدر ما سيطرح الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي رغبة اسبانيا في التفاوض على أساس مقترحها الداعي إلى سيادة مشتركة بين البلدين على الصخرة، بقدر ما سيُؤجج المقترح الاسباني الموقف المغربي للمطالبة بالمفاوضات مع اسبانيا حول مستقبل المدينتين وربط مصيرهما بمصير جبل طارق. كما أكدت نفس المصادر العسكرية أن الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي سيؤثر على الأمن والدفاع الاسباني في المنطقة وبالخصوص في سبتة ومليلية والذي كان يستفيد من الاتفاقية الأوروبية المشتركة للأمن والدفاع، ونقلت نفس المصادر تساؤل بعض القيادات العسكرية في الجيش الاسباني عن مصير النزاع على جزيرة ليلى لو أنه حصل بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذكرت نفس المصادر أن اسبانيا استعانت بدعم البريطانيين خلال الإنزال العسكري الاسباني بالجزيرة.
أشارت مصادر من وزارة الخارجية الاسبانية إلى اختلال توزيع القوة العسكرية بالمنطقة بشكل يؤثر سلبا على الاتحاد الأوروبي الذي كان يملك قبل الانسحاب البريطاني قوتين نوويتين وعضوية دولتين يتمتعان بحق الفيتو في مجلس الأمن وهما بريطانيا وفرنسا( بعد انسحاب بريطانيا بقيت فرنسا الدولة النووية الوحيدة والماكة لحق الفيتو في مجلس الأمن)، وعبرت نفس الجهات عن تخوفها من تأثير ذلك على توازنات دعم اسبانيا في نزاعاتها المحتملة مع جيرانها من الجنوب، مُلمِّحا بذلك إلى المغرب.