يحتفل المئات من أبناء الديانة اليهودية في مدينة تطوان بشمال المغرب، على مدى ثلاثة أيام بموسم الولي الصالح “الرابين إسحاق بن الوليد” أو ما يعرف بالهيلولة، وتتحول المدينة خلال هذا الموسم السنوي إلى قبلة لليهود الذين يحجون إليها ليترحموا على أرواح عائلاتهم بالمقبرة اليهودية (بتطوان) وفق طقوسهم العبرية، كما ينظمون حفلا بالنادي الثقافي اليهودي التابع للبيعة اليهودية، مثلما ينظمون قداسا دينيا يهوديا آخر في بيعة “ابن الوليد” بحي الملاح.
ويعتبر الولي “الرابين إسحاق بن الوليد”، بتطوان الملقب من طرف الطائفة اليهودية بـ«العادل»، أحد أكثر الحاخامات تبجيلا وتقديرا من طرف اليهود السفرديم.
واتسمت الهوية اليهودية التطوانية بتدينها البالغ وتشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي ومعتقدات التوراة والتلمود، حيث أحصت دراسات عبرية وجود 652 وليا ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، فيما يتنازعون في 36 وليا، كل واحد منهم ينسبه إليه.
ولم يتبق في تطوان أو كما يسميها اليهود أورشليم الصغرى، سوى سبع أو ثماني عائلات يهودية، حيث لم تعد تقام الصلوات في معبد المدينة لعدم اكتمال النصاب في الصلوات اليهودية، في الوقت الذي كان في المدينة حوالي 35 ألف يهودي قبل أن يهاجر بعضهم إلى الشتات مضطرا في أواخر الستينات بفعل الصراعات السياسية في الشرق الاوسط.