في لقاء متواضع تقنيا، تأثر إيقاعه البطيء كما أسلوب لعب بطل المغرب لنسختين احترافيتين المغرب التطواني والفائز بالطبعة الأخيرة لكأس العرش أولمبيك اخريبكة بأرضية ملعب يوسفية برشيد.
وقد انعكست رداءة أرضية الملعب بشكل سلبي على الفريقين معا، وخاصة على لاعبي المغرب التطوني الذين اضطروا إلى اللجوء لأسلوب اللعب المباشر والكرات الطويلة والتمريرات العرضية، وأرغموا على خوض النزالات الثنائية، وهي الأوطوماتيزمات التي تتنافى مع طبيعة واختيارات الكرة التطوانية الأنيقة والممتعة التي تعتمد على بناء العمليات انطلاقا من الدفاع والانتقال السريع والمنظم عبر وسط الميدان في إطار هجمات منظمة تعتمد استراتيجيات ذكية وانسيابات واختراقات معقلنة لعمق دفاعات الخصم. حيث فلسفة التكتيك التطواني تركز على استغلال الممرات والمرور عبر الأجنحة في سياق يضمن للفريق التحكم في الكرة وفي نسبة امتلاكها.
وفي ذات المنحى، اعتقد الفريق الخريبكي أنه بإمكانه استغلال عامل أرضية الملعب لصالحه لتعطيل آلة اللعب التطوانية، رغم أنه يتوفر هو الآخر على ترسانة من اللاعبين المهاريين من قبيل البزغودي وتبركنين والأيوبي والإفريقي سيمبا وآخرين. وعليه تأثرت ملامح الفريقين ، حينما لجآ معا إلى التمريرات الطويلة والتعويل على استرجاع الكرات الثانية التي تجبر خط وسط الميدان على انتظار إمكانية الاستفادة منها.
كما عول الفريقان لطبيعة هذه اللقاء ودائما في ارتباط مع أرضية الملعب وفي علاقة مع أسلوبهما الموحد في اللعب، على الكرات الثابتة أخطاء وزوايا، ولجآ إلى قذف من بعيد كحل بديل عن إبداع الهجمة المنظمة، حيث قلت فرص التسجيل وطغت رتابة إيقاع المباراة. وتألق الحارسان معا حيث أثبت الحارس عدنان العاصمي إمكانياته وثقته المتزايدة عبر تدخلاته الموفقة، وأكد حقيقة أن مدرب الحراس صلاح الدين احمييد قيمة مضافة ضمن الطاقم التقني للمغرب التطواني.
وفي ظل إيقاع رتيب افتقد إلى الفعالية والجمالية، يمكن اعتبار الدقائق العشر من الجولة الثانية بعد توجيهات المدربين في مستودع الملعب نقطة ضوء هاربة من رتابة المقابلة، حيث ضاعت الفرجة، وتكررت الأخطاء في التمرير والتدخلات العنيفة، وعلت الكرة عن الأرض، ولم يتألق أجود اللاعبين في الفريقين معا، وانتظر المغرب التطواني إلى حدود الدقيقة 83 لينتزع فوزا ثمينا على إثر تمريرة عرضية في اتجاه نقطة الجزاء من طرف الإسباني طاطو أوقعها مركزة ودقيقة سلمان أولاد الحاج في مرمى الحارس الدولي الأمين بورقادي الذي اكتفى بمتابعتها عاجزا بعينيه إلى حين ملامستها للشباك.
وقد سجلت المباراة حالة احتجاج للخريبكيين على حكم الشرط الذي أعلن عن تسلل ألغى على إثره هدفا لنادي الفوسفاط، سيفتح من جديد جدلا حول الأخطاء التحكيمية في البطولة المغربية.
وعموما، فقد منح الفوز الخامس لفريق المغرب التطواني بعد فترة التوقف الأول للبطولة، فرصة الارتقاء السريع إلى دائرة الأضواء، حيث يحتل بشكل مؤقت الصف الرابع بمجموع 18 نقطة عن 12 دورة، ويتربص بأندية الطليعة للنسخة الخامسة من البطولة الاحترافية لموسم 2016.