يرتقب أن يعيش سكان طنجة وتطوان أجواء ديربي مثيرة مساء اليوم السبت ابتداء من الساعة الثامنة مساء، وهو الديربي التي ينتظره سكان المدينتين شغف كبير.
وسيتنافس التطوانيون والطنجاويون في هذا الديربي من أجل معرفة من منهما سيكون المنتصر في هذه المباراة غير المسبوقة.
وستجري هذه المباراة الحاسمة في طنجة وتطوان في توقيت واحد، ومن المرتقب أن يشارك فيها ملايين الناس، فيما يتوقع أن تكون نتيجة هذا الديربي هو الانتصار الساحق للطنجاويين والتطوانيين معا.
أما الذين لم يفهموا طبيعة المباراة فالقضية لا تتعلق بديربي في كرة القدم، بل بمباراة رائعة في التحدي، حيث سيخوض الطنجاويون والتطوانيون مباراة حاسمة مساء هذا اليوم ضد شركة “أمانديس” الفرنسية انطلاقا من الثامنة مساء، والتي ستستمر حتى العاشرة.
فابتداء من الثامنة مساء، سيطفئ سكان طنجة وتطوان مصابيح منازلهم ومتاجرهم وفنادقهم، احتجاجا على صلف وتعنت الشرطة الاستعمارية الفرنسية “أمانديس”، التي تمارس، منذ سنوات طويلة، احتقارا كبيرا على سكان المدينتين.
ويسود شعور شامل في المدينتين على أن تضامن سكان طنجة وتطوان هو وحده الكفيل بتأديب مسؤولي هذه الشركة المتعجرفة، وتلقين مسؤوليها المرضى دروسا لن ينسوها، بعد سنوات من نهب جيوب الطنجاويين والتطوانيين وتحويلهم إلى مجرد آلات لدر المال في جيوب هذه الشركة الفرنسية المغرورة وتهريب الأموال نحو فرنسا أمام صمت مخجل للمسؤولين المغاربة.
وما يبدو مثيرا أكثر في هذا الديربي هو أن الطنجاويين والتطوانيين سينسون ديربي الكرة والمنافسة الكبيرة بين المدينتين في هذا المجال لكي يركزوا على الديربي الحقيقي الذي يمس كرامتهم وجيوبهم.
ويحس سكان المدينتين بأن المنافسة الحقيقية يجب أن تتركز على الحياة اليومية للناس، لأنه إذا كانت مباريات الديربي بين فريقي اتحاد طنجة والمغرب التطواني تستقطب الكثير من الاهتمام وتثير الكثير من الجدل، فإن الديربي الحقيقي هو أن يتضامن الطنجاويون والتطوانيون ويضعوا يدا في يد من أجل مقاومة الاحتقار الفرنسي، ممثلا في شركة “أمانديس”.
مساء السبت إذن ستنطفئ الأضواء في المدينتين الجارتين ابتداء من الثامنة مساء، لكن من الضروري أن يتم كل ذلك بطريقة حضارية لا أثر فيها للسلوكات الرعناء ولا للتصرفات الحمقاء، لأن كل من يستغل الفرصة لإيقاع الأذى بالآخرين أو يعمل على تكسير سيارات المواطنين أو يرشق نوافذ الناس بالحجارة، هو في حقيقة الأمر أسوأ بكثير من “أمانديس”.
لنتابع هذا الديربي الحضاري الذي سيكون درسا آخر يلقنة سكان طنجة وتطوان لمسؤولي أمانديس، وأيضا للمسؤولين المغاربة الذين لم يستطيعوا إلى حد الآن الوقوف في وجه هذه الشركة الناهبة والمتغطرسة، رغم أن المغرب حصل على استقلاله منذ ستين عاما!
A. Ta grand dam le derby n’a pas eu lieu