يومين وتنتهي مهلة إيداع اللاوائح الانتخابية لدى السلطات المحلية بتطوان، والاستعداد لانطلاق الحملة الانتخابية التي يتضح أنها ستكون ” مسعورة ” هذه المرة خلافا للأعوام السابقة بالنظر لقيمة الأحزاب المتنافسة والتي جهزت العدة لدخول العاصفة الانتخابية بقوة، بهدف الحصول على رئاسة حضرية تطوان بالنسبة للبعض أو الحصول فقط على بعض المقاعد بالنسبة للبعض الآخر.
حزب العدالة والتنمية وكما توقعت كل التكهنات منح زعامة لائحته الانتخابية مرة أخرى لـ ” محمد إدعمار ” المدعوم من طرف الأمين العام للبيجيدي ” عبد الإله بنكيران ” بحكم مكانة إدعمار داخل حركة التوحيد والإصلاح، والإشارات التي أطقلها رئيس الحكومة في آخر تجمع خطابي بأحد فنادق تطوان، أرسل خلالها إشارات قوية على دعمه الكامل لابن مدينة طاطا لتزعم اللائحة الانتخابية لحزب المصباح بتطوان والمراهنة من جديد على العودة لرئاسة حضرية تطوان.
” إدعمار ” سيجد نفسه في الموقع الأقوى، وهو الشخص الذي لم يكن قبل ست سنوات من الشخصيات المعروفة لدى الساكنة أو حتى أنصار البيجيدي بتطوان، فبدأ بتصفية منافسيه على طريقة الميكيافيلية وهي واحدة من أشهر نصائح مكيافيللي للأمير ” تخلص من هؤلاء الذين أوصلوك إلى الحكم ” وهي كما ترى للوهلة الأولى تتسم بالسفالة والانحطاط. حيث أطاح إعدمار بالشخص الذي كان وراء تبوءه مقعد رئاسة حضرية تطوان ” الأمين بوخبزة ” بسبب انتقاد هذا الأخير لطريقة تدبير إدعمار لشؤون المدينة، وخاصة فيما يتعلق بدعم المهرجانات، دخل خلالها الرجلين في مشادات كلامية بأحد دورات المجلس الجماعي، مما زاد من حدة الخلاف كانت نتيجته الإطاحة أو لنقل تهميش ” الأمين بوخبزة ” من طرف إدعمار وحلفائه وأبرزهم ” أحمد بوخبزة ” الذي يدور في فلكه وبعد أن رهن مصالحه الشخصية على حساب العائلية بالتقرب منه.
تقول الأسطورة الانتخابية بتطوان، أن رئاسة حضرية تطوان لم تؤل يوما ما لنفس الشخص خلال ولايتين متتاليتين. حصل الأمر مع كافة الأحزاب السياسية وزعمائها الذين مروا من مقعد الرئاسة سواء في عهد تقسيم المدينة إلى بلديتين – الأزهر والمنضري – أو خلال وحدة المدينة.( أكزول – بركة – المقدم- العربي الزكاري – الطالبي العلمي ) كلها أسماء أصابتها لعنة تسكن بلدية تطوان وتقف حجرة عثرة أمام إعادة نفس الشخص لإنجاز ثاني يدخل به كتاب تحطيم الرقم القياسي في ترأس حضرية تطوان.
تساؤلات عديدة تطرح هنا وهناك حول قدرة ابن مدينة طاطا ” إدعمار ” في إعادة نفس الإنجاز، رغم أن الأمر يبدو صعبا للغاية بحكم العودة القوية لرشيد الطالبي العلمي زعيم الأحرار بتطوان، الذي لم ينسى ذلك التحالف الذي جمع يوما البيجيديين بالاتحاديين والذي حرمه من العودة لرئاسة حضرية تطوان مما شكل له حرقة وغصة لم يكن لينساها لحلفائه بالحكومة، دون أن ننسى انبعاث بعض الأحزاب من الرماد وشحذ أسلحتها للإطاحة بالعدالة والتنمية وخاصة الاستقلال والأصالة والمعاصرة الخصوم السياسيين الأقوياء للبيجيدي على المستوى الوطني وهو ما يمكن أن يتكرر على المستوى المحلي. في حين تقول مصادرنا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لن يعيد نفس – الخطأ – بالتحالف مع البييجيدي الذي همش المستشارين الاتحاديين وبحث عن تحالفات جديدة مع مستشاري حزب العهد لرفع الضغط عليه.
الملاحظ في رؤساء اللوائح الانتخابية أنهم من أبناء هذه المدينة أو على الأقل عاشوا فيها سنوات طويلة أكثر من عمر بلدية تطوان، في حين يبقى إدعمار الوحيد الذي لا تربطه بالمدينة سوى اشتغاله بكلية العلوم بتطوان وانضمامه لحزب البييجيدي من بوابة حركة التوحيد والإصلاح، حتى أن البعض من المراقبين يعيب عليه عدم انسجامه مع محيط المدينة وثقافتها وبيئتها وتفضيله البقاء على طبيعته التي تربى عليها بمدينة طاطا مسقط رأسه الأصلي.
أيام قليلة تفصلنا عن الاستحقاقات المقررة يوم 4 شتنبر المقبل، وهو الموعد الكفيل الذي سيجيبنا حول قدرة إدعمار على العودة مجددا لرئاسة بلدية تطوان، أم أن آلهة البلدية ستفعل فعلتها من جديد وتنصب شخصا آخر لتسيير شؤون ساكنة تطوان.
الم تجد هذه المدينة سوى ولد طاطا ليسيرها عار وعيب يا اهل تطوان ليذهب الى طاطا لان ثقافة طاطا لا تليق بتطوان