لايمكن الجزم بنهاية حلم المغرب التطواني في التأهل إلى المربع الذهبي لأبطال إفريقيا على خلفية تعادله الأخير أمام الهلال السوداني وحتى إن كان قد ضيع 7 نقط كاملة في المباريات الإفريقية الثلاث التي خاضها في المرحلة الأولى من دور المجموعات، بقدرما يمكن الحديث بصراحة عن ولوج الفريق بالفعل منطقة الحسابات العسيرة والتوقعات الصعبة.
وعليه فإن استمرار حظوظ المغرب التطواني مازال محتملا، بالنظر إلى المستوى العادي الذي ظهرت به بشكل عام الفرق الثلاثة الأخرى التي تنتمي إلى نفس مجموعته، فالطريقة التي تعادل بها المغرب التطواني أمام الفريقين المرشحين للتأهل والفوز باللقب مازمبي والهلال السوداني ليست مشينة البتة، بل كان بإمكان فريق المغرب التطواني رغم إكراه الغيابات الاضطرارية والإصابات، ومحدودية تركيبته في كل المباريات وسوء تدبيره الإداري والتقني للمرحلة أن يفوز بالمباراتين الأخيرتين. ويظل الأسوأ في اللقاءات الثلاثة التي خاضها النادي التطواني ماثلا في تضييعه الفج والغريب لنقط مقابلة سموحة بسبب سوء التخطيط وعدم الاستعداد القبلي من قبل إدارة الفريق التي لم تباشر عملية الانتداب المبكر لعناصر كان بإمكانها أن تقدم القيمة المضافة للنادي في دوري الأبطال على وجه التحديد. وهي العناصر التي كان من المفترض توسيع نطاق البحث عنها في بطولات إفريقية تتوقف قبل بطولتنا، وفي صفوف مدارس وفرق إفريقية لم تشارك في البطولة، وحتى في الدرجات الثانية للأندية الأوربية التي يروج أن المغرب التطواني تربطه بها اتفاقيات شراكة وتعاون ظلت حبيسة الرفوف على مستوى استقطاب اللاعبين عوض فتح الأبواب للنماذج السيئة ولخردة الفرق الأجنبية . ومن جهة أخرى، أخطأ المدرب سرخيو لوبيرا المفتقرإلى التجربة في البطولة الوطنية والإفريقية في تحديد الأهداف والأولويات في المباريات الأخيرة من البطولة، حيث لم يلعبها بلاعبين من فريق الأمل ولم يقحم آخرين لزموا دكة الاحتياط مقابل إراحة اللاعبين الأساسيين و منحهم العطلة المناسبة في الوقت المناسب عوض اعتماد الارتجال والعشوائية في مرحلة الإعداد للقاءات دوري الأبطال وفترة ماقبل كأس العرش والبطولة. خاصة وأن الفريق أعلن بصفاقة تخليه المبكرعن السباق من أجل لقب البطولة وركز كل اهتماماته دون رؤية واضحة وحماس صريح وتخصيص ميزانية استثنائية للتعاقد مع لاعبين يستطيعون دعم الفريق في لعب الأدوار الطلائعية بدوري الأبطال.
طبعا، إن تحقيق حلم جماهيري آخر للمدينة، والتمثيل المشرف للمغرب في مرحلة متقدمة من البطولة الإفريقية ليس شأنا خاصا بالفريق وإدارته ومدربه وبمدينة تطوان، بل إنه هدف استراتيجي كان يقتضي -في ظل واقع الكرة المغربية المنعوتة بالتخلف إفريقيا وعالميا- دعما ماليا خاصا وتخطيطا محكما من قبل الجامعة الملكية لكرة القدم ومن القطاعات الحكومية الوصية على الرياضة أولا ومن سلطات الجهة والمدينة ومنتخبيها حتى لايكون هناك أي تنافر بين الحلم بمفهومه الوطني الواسع والإمكانيات المرصودة لتحقيقه.
فعلا إذا كنا نبهنا كمحللين رياضيين لمجمل الأخطاء الثابثة للمسؤولين عن الفريق في تدبير مرحلة كاملة من مشاركة الفريق التطواني في دوري الأبطال، فإننا بنفس القدر من الانتباه نحمل سلطات ومؤسسات المركز الوصية عن قطاع الرياضة بشكل عام وكرة القدم تحديدا وغيرها من المؤسسات الجهوية والمحلية مسؤولية التخلي المطلق عن فريق الشمال وعدم دعمه معنويا وماديا، خاصة بعد أن أنقذ سمعة الكرة المغربية المتدهورة إفريقيا ووصل إلى دور المجموعات معتمدا على استنزاف إمكانياته الذاتية والمالية في مرحلة الإقصائيات.
وإن كنا في تحليلنا نقف على الاختلالات ونكشف بكل موضوعية مواطن ضعف الفريق التطواني إداريا وتقنيا، فإننا ندرك أن نادي الحمامة في ثاني مشاركة إفريقية له حقق الإنجاز بوصوله إلى دور المجموعات وسجل اسمه ضمن لائحة الثمانية الكبار في إفريقيا مساهما بذلك في انهيار أسطوانة الفرق التقليدية التي لم تسعفها ميزانيتها الضخمة ولا أساطير إعلامها المتحيز ولارضا النافذين في القطاع الرياضي في أن تحظى بتمثيل لكرة المغربية ضمن نادي الثمانية الكبار للموسم 2015.