تحاول مصادرمتخفية ولكنها عليمة طبعا، من داخل نادي المغرب التطواني هندسة العديد من الوضعيات والأخبار عبر استعمال مواقع صحفية لإذاعة ونشر أخبار توصف بالحصرية والسرية عما يدور في دهاليز المغرب التطواني.
هذه المصادر العليمة من داخل الدوائر المغلقة للفريق اعتادت أن تصطاد في الماء العكر، يحذوها هوس تحصين مصالحها الشخصية واستمرار انتفاعها الأبدي من المواقع التي تشغلها داخل فريق المغرب التطواني. وعوض أن تتحول هذه المصادر العليمة بحكم مسؤوليتها ومواقعها ومهامها الرسمية داخل النادي إلى قوة اقتراحية علنية بصوت جهور هادئ ورصين يقوم ويقترح في اجتماعات النادي وفي كل المناسبات، تفضل تصدير السموم وإثارة الشكوك وتجييش الجماعات في صفوف الجماهير عبر تزويد صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية بأخبار حصرية وسرية تافهة وهامشية مقارنة مع حجم الرهانات، بل أكثر من ذلك تتجرأ هذه المصادر العليمة الحكيمة الرشيدة وتصنف عنوة بعض المواقع الإعلامية مقربة منها بما فيها الموقع الذي أتعاون معه “هالة إنفو”، بل وتتجرأ أن تنعت هذه المواقع بالأجنحة الإعلامية العسكرية والضاغطة التي تنفذ أجندة وتعليمات رئيس النادي لضبط التوازنات داخل المكتب المسير والضغط على المدرب الإسباني سرخيو لوبيرا.
آخرهذه الأخبار الحصرية ماتداوله موقع “هالة إنفو” وتناقلته عبره مختلف الصحف بخصوص خروقات أقدم عليها الرئيس المنتدب أشرف أبرون تتعلق باقتطاع جزء من تذاكر مباراة مازيمبي والمغرب التطواني لصالحه، وتخصيص جزء منها لأنصاره في الحملة الانتخابية المرتقبة. ولايهمنا في هذا المقام والمقال، الوقوف على صحة الخبر وتفاعلاته في أوساط الجماهير التي لها كل الحق في المعلومة والغضب وردود الأفعال، بل مايهمنا أكثر هو تمادي تلك المصادر العليمة وهي متعددة داخل المغرب التطواني، حيث استفادت إحداها من نشر الخبر، فيما تحاول النبيهة منها المسؤولة عن الإعلام الرسمي للفريق تصفية الحسابات مع أشخاص بالذات، أو تهدئة الشارع والجماهير الرياضية عبر نشر خبر مفاده أن رئيس النادي غاضب من ابنه ومن الكاتب العام للفريق وسيعمل على إزاحتها من مشهد الكرة التطوانية في الجمع العام المقبل.
دعنا نسمي هذه المصادر العليمة بالساحر ” الذي يفرق بين المرء وابنه” أو ” بين المرء وخادمه الوفي”. أو بالأحرى دعونا نصمت ونتقبل من هذه المصادر العليمة والحكيمة التي تسيطر على الإعلام والخبر داخل النادي إهانتنا وتسميتنا في هالة إنفو ” أجنحة إعلامية تضغط على المدرب بتعليمات من رئيس النادي” لسبب واحد، كون هالة إنفو، تستقطب متابعة واسعة بتقديمها المنتظم لأخبار الفريق وبرؤيتها الموضوعية للقضايا المرتبطة بتدبير شؤونه، وبتحليلاتها وتوقعاتها التقنية لوقائع المباريات، وفتحها المجال للنقاش الرياضي، وكلها أمور بدأت تثير توجسات ومخاوف لدى أشخاص معينين ” مصادر عليمة”.
ومن أجل توضيح الواضح، وفي ظل واقع الإعلام الرياضي الرسمي للفريق وعقلية من قادتهم المصادفة لتدبيره، وفي ظل خلفياته الضيقة وطرق اشتغاله وانعدام تخصصه وضيق تواصله، وافتقاره إلى أية استراتيجية واضحة الرؤى والمعالم للاشتغال والتفاعل مع قضايا الفريق وإطفاء الحروب الباردة والتخفيف من حدة الصراعات بين أعضاء المكتب المسير وفي دهاليز النادي، والتواصل مع الجماهير عبر توجيهها إلى خدمة أولويات الفريق وأهدافه، وامتصاص غضبها بالتأطير والتربية ونشر ثقافة المؤازرة والمساندة في زمن الكبوات والأزمات والشدة، وتسويق الصورة الإيجابية عن إنجازات الفريق وأرقامه القياسية وتجربته الناجحة خلال عقد كامل، وعبر الانفتاح على تجارب الإعلام الرياضي العالمية للدول الرائدة والأجنبية الصديقة في نماذجها المشرقة والمتنورة المرئية والمسموعة والمكتوبة المؤمنة بالاقتراح والنقد البناء والمنفتحة على الكفاءات والخبرات، وفتح النقاش الرياضي العمومي بين المتخصصين عبر الموائد المستديرة واللقاءات المفتوحة والندوات، وإرساء برامج للتكوين في مختلف تخصصات الإعلام الرياضي لكل الزملاء الصحفيين والمراسلين الذين يسمح لهم بولوج الملعب والذين لايسمح لهم بولوج الملعب أيضا.
كل هذه الأمور توضح بالملموس أن كل وسائل الإعلام مواقع وصحف وصحفيين ومحللين رياضيين تطوانيين وغيرهم يعتبرون ” مصادر مبعدة وليست مقربة” ليس بقرار من رئيس النادي ولا من ابنه الرئيس المنتدب بل بفعل حسابات ضيقة لمن قادتهم المصادفة لتدبير شؤون الإعلام الرياضي للفريق كما سبق الذكر، ضدا على الخبرات والتجارب والمعرفة والثقافة والتكوين والتخصص في مجال الرياضة. ومن تم فإن الكلام عن الأجنحة الإعلامية التي تدفعها تعليمات الرئيس للضغط على المدرب سرخيو لوبيرا كلام لا يمكن أن تنطلي حيلته على الإعلام الذكي ولا على أوساط النخبة المهتمة بالرياضة ولاحتى على عامة الجماهير والمصادر العليمة متأكدة من ذلك.
لسنا من يكتب تحت الطلب أو التوجيه ولم نشكل أبدا عمقا لأحد غير أفكارنا المستقلة الهادئة، ولن نكون جنود علن ولاخفاء لحقد أو ضغينة أو حسد. الكتابة بالنسبة لنا عشق، وفي مجال الرياضة مزاج محترف ” لأن الرياضة عشقي الأول والأكبر”، نكتب لنحقق الذات والحلم، نكتب لنعترف بالنجاح، نحلل لنرصد مواطن القوة والضعف، نكتب ضدا على الدسيسة والنميمة والشفوي المتناثر، نقترح من باب الخبرة والمعرفة والتجربة المستمدة من الممارسة والتكوين والمشاهدة والاستماع بكل اللغات قرابة أربعة عقود من الزمن لأعرق القنوات التلفزية والإذاعية المتخصصة، نساهم بحروفنا الصغيرة الكبيرة في نظر الناس والقراء، نشارك في فتح النقاش وفي تبادل الأفكار وفي التواصل مع المعنيين والمختصين دون خلفيات بليدة ورديئة، يخطئ لوبيرا وقبله غيره من أصدقائنا وبلباقة وموضوعية وبلغة المجال نثير الانتباه، يتفوق سرخيو وغيره فنثني على تميزه وقراءته للأطوار.
عموما، لايهمنا أن نفرق بين الأب وابنه فكلاهما صانعا نجاح وإن اختلفنا معهما باحترام في التقدير والتوقع، ولا بين الرئيس وأوفيائه فما أقلهم عند الأزمات، نحاول عبر ” هالة إنفو” و”شمال بوست” كما يحاول زملاء في “مواقع أخرى”، أن نخوض بكل غيرة وموضوعية في واقع الفريق الذي اقتحم نادي الكبار بالمغرب، سجل اسمه والمدينة عابرين لإفريقيا وضمن أندية العالم، وقع عقدا من الاحتفال والإنجاز والألقاب، كل مانريده كمهتمين للنادي أن يدخل بالفعل “مؤسسة الاحتراف” بمعاييرها الكونية، نستلهم النماذج الراقية، نحلل نقارن ونقترح دون أن نزج أنفسنا بحقد في جدل عقيم عنوانه البغيض ” فريق العائلة أم فريق المدينة ؟”. لأن الحقيقة أن العائلة صنعت أفراح المدينة والمدينة صنعت العائلة.