Web Analytics
أخبار الشمال

سياسيون انتهت صلاحيتهم “محمد بوهريز”

محمد بوهريز ( الديب)
سياسي من “السْكّة القْديمة”، يتصدر عالم المال والسياسة في عاصمة البوغاز لما يزيد عن أربعة عقود، عاصر الوزير البصري وكان من مقربيه، مخزني بامتياز، وبارون عقار مثير للجدل، يلقبونه بعض المكتوين بناره ب”الديب”، كذلك يعرف بلقب “فرعون طنجة”.. صاحبنا محمد بوهريز منسق حزب الأحرار بطنجة من خبراء السياسة الرديئة في جهة الشمال، يتقن لعب التحالفات القصيرة، ولا يتوانى في التراجع عن تعهداته وتغيير مواقعه أمام أي عرض مغري.
صرح محمد بوهريز أنه كان مهددا بالسجن قبيل الانتخابات الجماعية برسم 2009 التي عرفت وصول مرشح البام آنذاك سمير عبدالمولى إلى عمودية طنجة، تهديدات برر بها صاحبنا فسخ تحالفه مع العدالة والتنمية مقابل اتفاق مع الأصالة والمعاصرة.
سبق لبوهريز أن حكم بالسجن في التسعينيات من القرن الماضي بتهمة شراء أصوات انتخابية، وأدين ابتدائيا بستة أشهر موقوفة التنفيد والحرمان من الترشيح لولايتين، وهو الحكم الذي ألغته محكمة الاستئناف بدعوى أن التنصت الهاتفي الذي خضع له هاتف بوهريز لم يكن قانونيا، وتروي مصادرنا أن البراءة التي متعته بها استئنافية طنجة كانت مقابل فسخ تحالفه مع العدالة والتنمية ودعمه لمرشح البام للعمودية، قيادات جهوية من العدالة والتنمية وصفته ب”الغادر” و”الجبان”..
تروي مصادر خبيرة بخبايا السياسة والمال في عاصمة البوغاز أن التهديدات التي كانت تلاحق الذئب المزعوم تتتعلقُ بتورطه في قضايا التهريب وتجارة المخدرات وتبييض الأموال، خصوصا بعد ورود اسمه في تقرير دولي صدر في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، وأكدت مصادر مقربة من الرجل أنه كان مرتبكا وخائفا من تداعيات التقرير في مرحلة لم تعُد له فيها علاقات تضمن حمايته، وكان يردد باستمرار لمقربيه “أنا سياسي ولد المخزن، وهذه التهم ضدي يروجها أعداء المخزن”.
فعلا وكما يعترف الرجل أنه ولد المخزن المطيع، وصنيعة متميزة لادريس البصري، على غرار العديد من النماذج التي شوهت المشهد السياسي المغربي وأغنته بميوعة قتلت الساسة والسياسة.. وليس عبثا أن حركة 20 فبراير رفعت صورهُ في طنجة، واعتبرته من رموز الفساد، وطالبت برحيله، وبمحاكمته على جرائم الفساد والتهريب التبييض التي اقترفها حسب تصريحات قياديين في الحركة .
كبارون العقار المثير للجدل، تروي مصادر خبيرة بصفقات الرجل، أنه كان متخصص في العقارات التي غاب أصحابها، وكان يعمل بمعية شركاء نافدين على الاستيلاء عليها وبناءها، وتروي نفس المصادر أنه كان وراء الصفقة/الفضيحة المعروفة بعمارة الشاطئ، فضيحة اهتزت لها مدينة طنجة أيام الراحل الحسن الثاني، والتي اضطرت “لعلج” عامل المدينة آنذاك أن يخرق تصميم التهيئة، وأن يمنح ترخيصا بطوابق إضافية للعمارة لتعويض خسائر الأرض التي بيعت مرتين.
صاحبنا الذي عمّر طويلا في مشهد السياسة والمال بطنجة يعتبره أغلب شباب المدينة بسياسي البؤس والتخلويض في مدينة البوغاز، يُعتبر من أطلال سياسة البصري البائدة التي تقاوم الزمن، يُتقن سياسة الإغراءات، ويتفنن في خدمة السلطة التي صنعتهُ و”وْحلتْ فيه” ويصرح علانية أنه ابن المخزن وسليل السلطة وأنه عدو كل من يفكر بالإصلاح والتحديث.. علاقات الرجل معروفة بالمهربين وبأباطرة فارين من العدالة، وتروي مصادر مقربة من السلطات أن شركات وعقود تجمعه بعدد منهم.
نفس المصادر تحكي عن دوره داخل حزب الحمامة وعلاقته بما عرف بانقلاب مراكش على رئيس الأحرار السابق السابق مصطفى المنصوري، وعن دلالة استقباله لصلاح الدين مزوار في إقامته الفارهة بطنجة في يناير 2010 وميلاد ماعُرف بالحركة التصحيحية، وفاجأ الجميع باحتلاله المرتبة السادسة ضمن الأعضاء المنتخبين لقيادة الحزب.
كما تروي مصادر أخرى أنه هو الرئيس الفعلي لمجلس جهة طنجة تطوان، وهو الآمر الناهي في كل القرارت الصادرة عنه، وتضيف نفس المصادر قائلة “ما وضع بيدقه الوفي “أحلوش” في منصب الكاتب العام للجهة دون قرار إداري إلا دليل على نفوذه وسلطته المطلقة بالمجلس”.
عندما حقق فريق اتحاد طنجة لكرة القدم إنجاز الصعود إلى القسم الأول، تم تأجيل الاحتفالات لبضعة أسابيع لسبب واحد، وهو حادثة الأطفال المفجعة والأليمة التي عرفتها نواحي طنطان قبل بضعة أسابيع، والتي احترقت فيها الأجساد الغضة لقرابة أربعين طفلا مغربيا، بالمقابل كان محمد بوهريز يتباهى بتنظيم حفل إمبراطوري بمناسبة الذكرى المائوية لتأسيس نادي الغولف الملكي الذي يترأسه صاحبنا، والذي تم تغيير اسمه مؤخرا إلى “نادي الأرياف للغولف”، وحصل صاحبنا على قرابة مليار سنتيم، أكثر من 70 في المائة منها من مجلس جهة طنجة تطوان، و150 مليون سنتيم من وزارة الداخلية، وقرابة 150 مليون سنتيم أخرى من الجماعة الحضرية لطنجة، وبذلك يكون المال العام قد تفرق دمه بين القبائل، وذلك كله من أجل عيون بعض أغنياء طنجة وبعض سفهائها، في ناد يرأسه المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد بوهريز، وهو الشخص نفسه الذي يثار حوله الكثير من اللغط بسبب مسيرته المثيرة للجدل، من بينها ذكر اسمه في تقرير دولي شهير للمرصد الدولي لتجارة المخدرات، ودخوله السجن في سنوات التسعينيات بتهمة شراء الأصوات…
حفل بوهريز في نادي الغولف بطنجة الذي أقيم قبل أن تبرد جثامين أطفال حافلة طنطان، كان عبثيا ومستفزا، كما كان مثيرا للسخرية مشهد جلوس عدد من برلمانيي حزب العدالة والتنمية في الصفوف الأولى منتشين بموسيقى الفلامنكو من أداء فرقة محترفة أتى بها بوهريز من عمق الاندلس.. أحد الطنجاويين علق على المشهد بما يلي ” يالها من مسرحية مقززة تحالف فيها الجميع على تبذير المال العام بهذه الطريقة المخزية” ويروي مصدرنا الذي كان حاضرا في الحفل المشؤوم أن برلمانيي حزب بنكيران تحولوا، خلال الحفل، إلى موضوع للسخرية والتفكه، وأن أعضاء من أسرة بوهريز كانوا يسخرون منهم علانية ويُصرِّحون على الملأ “وها حنا جيبنالكُم الخوانجية يتمتعُوا بالفلامنكو، ومن قوة ما راشقالُمْ، نساوا الصلاة دالعشاء”
ليس العيب في بوهريز وأمثاله، العيب في الأحزاب التي تدّعي الحداثة والإصلاح والديموقراطية والتجديد، أحزاب تفسحُ المجال لنمادج تقتل الأمل وتهدد الأمن، وتعطي المصداقية لعصابات التطرف..
** يتبع.. بشخصية سياسية أخرى انتهت صلاحيتها.
زر الذهاب إلى الأعلى