من منطقة “أقشور” الساحرة القابعة بين جبال شامخة في شفشاون، انطلقت جولتنا هذا الاسبوع إلى منطقة أخرى مماثلة لسابقتها، وهي منطقة “الزرقاء” التابعة لمدينة تطوان والتي لا تقل سحرا في طبيعتها الخلابة ومياهها العذبة عن “أقشور”.
منطقة “الزرقاء” أو بالأحرى مدشر “الزرقاء” لا يبعد عن مدينة تطوان إلا بـ 7 كلم فقط، وتقع في جبل غرغيز، وجميع وسائل النقل تأخذ إلى هذه المنطقة في أي وقت من فصول السنة، خاصة في فصل الربيع والصيف حيث تكثر رحلات الزوار إلى هناك.
هذه المنطقة تستحق الزيارة لقرب المسافة إليها من مدينة تطوان، ولروعة مناظرها التي تبدأ مع الزائر منذ انطلاقه إليها، فالمناظر الطبيعية الخلابة والوديان المائية تتصادف في طريقه وهو يعبر التواءتها وصولا إلى مدشر “الزرقاء”.
و”الزرقاء” بدورها مثل منطقة “أقشور”، كل شيء فيها جميل، إلا أن أجمل وأروع ما يدفع الناس إلى شد الرحال إليها، هو ذلك الحوض المائي الطبيعي الذي شكلته أيدي الخالق البارع على شكل مسبح يبهر الناس مرآه.
يستقطب هذا المسبح العشرات من الزوار يوميا في فصل الصيف، ويتميز بعذوبة مياهه وبرودته الصحية، كما يعد أحد أفضل الاماكن التي يفضلها زواره لقضاء يوم عطلة بجواره مستمتعين بمنظر انسياب المياه إليه وهم يتناولون وجبة طعام أو في السباحة والاستجمام.
كما أن الجولة إلى هذا المدشر تجعل الزائر يطلع على عادات أهل المنطقة وبساطة سكانها، واقتناء بعض الخضروات والفواكه الصيفية الطازجة، وشرب مياه “الزرقاء” الطبيعية والباردة التي تنساب مع شلالات بيضاء ناصعة، قبل شد رحال العودة إلى المدينة وضجيجها.
فبلا شك أن اختيار منطقة “الزرقاء” لقضاء يوم راحة بعيدا عن صخب الحياة اليومية، يعد اختيارا صائبا لما تتركه هذه المنطقة الخلابة من راحة في قلب الزائر، وهي الراحة التي قد تجعله يعود إلى حياته من جديد بنفس أكثر هدوءا.