علامات استفهام كثيرة خلفتها عملية “محو” ساحة نواكشوط من الوجود بعد أسبوعين فقط من تدشينها، واضعة رئيس الجماعة الحضرية لطنجة، فؤاد العماري في موقف حرج جدا مع نظيرته رئيسة المجموعة الحضرية للعاصمة الموريتانية.
مصدر من الجماعة الحضرية لطنجة كشف لـ”المساء”، أن تدشين هذه الساحة كانت خلفه غاية “ديبلوماسية” تتمثل في “مجاملة” رئيسة المجموعة الحضرية لنواكشوط، أماتي بنت حمادي، والتي هي أيضا عضو في المكتب التنفيذي لمنظمة العواصم والمدن الإفريقية.
هذه البادرة، حسب المصدر ذاته، تأتي في سياق محاولات المغرب كسب ود أعضاء فاعلين في المنظمة، التي يوجد مقرها بالمغرب، لكنه مهدد بالانتقال إلى جنوب إفريقيا، كون هذه الدولة ستستغل اجتماعا بجوهانسبورغ قريبا لطرح الفكرة، مدعومة بعواصم ومدن إفريقية مهمة.
وكانت خطوة الجماعة الحضرية ستسير في الاتجاه الصحيح، لولا أن المسؤولين عن اختيار موقع الساحة وقعوا في خطأ يمكن وصفه مصدر آخر بأنه “غبي”، حيث لم ينتبهوا إلى أن أشغال برنامج “طنجة الكبرى” ستصل إلى شارع يوسف بن تاشفين، حيت تتموقع الساحة، بعد أسبوعين فقط.
ونتيجة هذا الخطأ، تحول “إنجاز” عمدة طنجة إلى “خطيئة” محرجة، خاصة بعدما شرعت الصحافة المغربية والموريتانية في طرح التساؤلات حول “نوايا” الجماعة الحضرية لطنجة، التي خصصت لتدشين الساحة احتفالية خاصة، قبل أن تعدم حتى قبل أن يجف الحبر الذي كتب به اسمها!
العماري ليس غبيا إلى هذه الدرجة .فالموضوع تم تدارسه بين مختصين ولهم إطلاع واسع بما يجري في طنجة من إصلاحات .والأمر مدبر حتى يقال له ، أنت على الهامش وما قمت به سنهدمه لترى من له سلطة الفعل .