” أسرار الحكاية في تدبير النقل الحضري بالولاية “
على ضوء المعطيات والوثائق التي توصلنا بها في موضوع التدبير المفوض لقطاع النقل العمومي الحضري بولاية تطوان، ونظرا لأهمية هذا التدبير الذي أصبح حديث المواطنين، ولكونه يُعتبر من الإنجازات الكبرى التي حققها جناب الوالي اليعقوبي وما رافقته من مشاعر الأمل لدى الساكنة بعد التخلص من حافلات الدمار الشامل لأصحابها السدراوي وحمادي والطاهرة…، لكل هذه الأسباب ارتأينا أن نخصص ما استطعنا من الحلقات لهذا الملف الذي تفاجأنا بحجم الخروقات التي ترافق تدبيره منذ أن فازت بالصفقة شركة “فيطاليس” التابعة للشركة الأم “سيتي باص” سنة 2013 مقابل عروض شركة “ألسا” الإسبانية، وتؤكد الوثائق التي بحوزتنا أن المدير العام لشركة “سيتي باص” هو علي مُطيع ابن والي مدينة البيضاء على عهد الوزير النافذ إدريس البصري.
الشركة الأم التي يترأسها علي مطيع ويجلس في مجلس إدارتها أيضا أحد الفاسيين الفهريين دخلت المنافسة في تطوان بشركة فرعية تحمل اسم فيطاليس برأسمال يقارب 60 مليون درهم، ويمثلها في تطوان المدعو إدريس العلوي المدغري الذائع الصيت بحياته البادخة، وترفع الشركة شعار الشركة المواطنة، وهو الشعار الذي أربك العاملين أثناء استقبالهم للمدير العام للشركة الأم (سيتي باص) بتطوان مطوقا ب20 حارس أمن من مفتولي العضلات، شبههم أحد الحاضرين في المناسبة ب “غوريلات ألكابوني” .
حجم المعلومات والخروقات في تدبير هذا القطاع الحيوي تفوق ما تتناقله الألسن، وحساسية الملف وعلاقتها بأمن وسلامة المواطنين جعلنا نتريث في الكتابة، وأخدنا وقتنا الكافي للتدقيق في المعطيات والمصادر والكم الهائل من الوثائق، لكن استعجالية كشف هذا المستور الذي أصبح على كل الألسن ألزمنا بالانطلاق وبتخصيص هذه الحلقة للكشف عن مكامن العلل في تدبير هذا القطاع في انتظار أن نواصل في حلقات لاحقة عرض وتشريح ما توصلنا به من وثائق ومعلومات.
كانت سنة 2013 بمثابة الحدث الذي يُؤرخ لنهاية مرحلة وبداية أخري في ولايتنا الشريفة، لم تكن الساكنة تهتم بمن فاز في صفقة التدبير المفوض للنقل العمومي، بقدر ما كان الحدث الذي ملأ عيون المارة بحافلات تبدو فخمة بلون أبيض تتخلله خطوط مكعبة زرقاء وحمامة ترمز لشعار المدينة، كان المارة يتابعون بأعينهم مرور الحافلات الجديدة وهي تحمل جملة إشهارية عن الشركة وإعلانا بالبُنط العريض عن كونها مُكيفة، كان الحدث أن شوارع تطوان تخلصت من هياكل متلاشية تطلق أثناء مرورها سموما سوداء ولونها أخضر غامق يدعو للكآبة وتتمايل بما تحمله من “البضاعة البشرية” اعتاد التطوانيين على تسميتها ب”السدراوية” و”الطاهرة” و”حمادي”.
ما حقيقة هذه الصورة التي تم تسويقها عن ماسمي في البداية بحافلات “اللوكس” ؟ من تكون هذه الشركة الفائزة ؟ ماذا عن دفتر التحملات، وماذا عن تنفيد بنوده ؟.
من خلال قرائتنا لدفتر التحملات الذي وقعته الشركة والتزمت به أمام الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم (باستثناء مرتيل) تبدو معالم تدبير متطور بالمقارنة مع سابقه والتزامات متقدمة في مجال جودة الخدمات والأثمان والخطوط التي ربطت بين كل قرى ومدن الإقليم، كما أن التجهيزات المعروضة والمُلتزم بها تضاهي مثيلاتها في دول متقدمة، حيث كان رضى المواطن يفوق التصديق وبعضهم علق ساخرا ” واقيلا الوالي غادي يبدا يمشي للخدمة في الطوبيس”.
لكن مع مرور بعض الزمن، ونهاية فُطام الساكنة مع سابقتها من حافلات الدمار الشامل انتهى بانكشاف المستور من الصفقة، ومما ترويه مصادرنا والمعلومات التي تأكدنا منها من العاملين في القطاع أن الشركة لم توفر حتى اليوم أكثر من 72 (مصادر أخرى تتحدث عن 87) حافلة لكل الإقليم مقابل 120 التي التزمت بها في دفتر التحملات.
وعلى خلاف ما ينص عليه دفتر التحملات لا تتوفر الحافلات على جهاز التشوير الأتوماتيكيGPS ، وفقط حافلة واحدة تتوفر على ولوجيات الأشخاص في وضعية إعاقة، وتحكي مصادرنا أن إدارة الشركة لا تسمحُ بخروجها سوى في مناسبات إشهارية أو إذا توافقت مع زيارات رسمية لجهات عليا، كما لم يتم تزويد الحافلات بكاميرات المراقبة الداخلية المنصوص عليها في دفتر التحملات بهدف السهر على أمن المواطنين، كما تؤكد مصادرنا من الولاية الشريفة أن الشركة لم تحترم المسافة بين المقاعد ولا ثمن التذاكر الذي تجاوز المُتفق عليه في دفتر التحملات ب50 سنتيم، وتتماطل في تفعيل بطائق الطلبة ولا تحترم شروط الصيانة المستمرة.
تروي مصادرنا كذلك أن الشركة تحايلت على شرط تزويد القطاع بهياكل جديدة وغير مستعملة عبر هياكل جديدة ومحركات مستعملة، كما تناقل المواطنون أخبارا وحكايات مُثيرة عن جهاز مراقبة الغش والتهرب من أداء التذاكر، والذي اختارت الشركة أن تُعوض فيه المفتش أو المراقب المسؤول على تسجيل مخالفة الركوب بدون أداء، بعصابة من البلطجية تُرعب الراكبين وتُلزم المخالف تحت التهديد الجسدي بأداء غرامة لا ينص عليها دفتر التحملات تقدر ب10 دراهم وتحمل كل مواصفات الابتزاز و التهديد (ص 12 من دفتر التحملات)، كما تروي مصادرنا أن الشركة أضافت مؤخرا 10 حافلات لا تحمل محركاتها اسما أو إشارة عن مصدر صانعها، وهي حسب مصادر من الشركة محركات صينية أطلق عليها السائقين المتبرمين من جودتها وأدائها إسم ” هاوهاو” ، كما تعرف الجماعة والولاية أن الحافلات الصغيرة لازالت تحمل الترقيم المؤقت WW تلافيا لأداء الضرائب، كل هذا بتواطئ ضمني من المسماة بالسلطة المُنتخبة والسلطة الوصيّة.
كما لا يخفى على العاملين في الشركة تبرّم إدارتها من العمل النقابي وتكاد تُعلن منعها للإنخراط النقابي على عمالها، وتذكر مصادرنا أن الشركة الفائزة بالصفقة دشنت تدبيرها في يوليوز 2013 للقطاع بطرد 450 فرد من عمال ومستخدمي الشركات السابقة ضاربة بعرض الحائط المادة 19 من الباب الأول من مدونة الشغل و المادة 26 من الباب الثالث من القانون رقم 54.05 المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العمومية.
من الأسئلة التي طرحناها على بعض العارفين بخبايا هذا الملف في الولاية الشريفة يتعلق بآلية المتابعة والمراقبة المُفترضة في تطبيق الشركة لالتزاماتها المدرجة في دفتر التحملات، ومتابعة الخروقات السالفة الذكر والمعروفة لدى القاصي والداني، والإجابة الصادمة أن الولاية والجماعات المعنية أسست جمعية لمتابعة قطاع النقل الحضري بإقليم تطوان، وهذه الأخيرة لا تحركُ ساكنا وتتماهى مع الشركة في التغاضي عن جبروتها وخروقاتها، وأن بعض الجهات المشاركة في التسيير الجماعي وفي الجمعية فقط تحركت بشكل مُثير للسخرية، وكان ذلك للاحتجاج على الحمامة الزرقاء التي توسطت الزخارف الموجودة بالحافلات واعتبرتها دعاية مجانية ومقصودة لحزب الحمامة، وكان أن تفتقت قريحة بعض النافذين من الولاية بفكرة تغيير لون الحمامة من الأزرق للأصفر الغامق، وأصبحت معه الحمامة الأصل أشبه بالغُراب، ربما يصبحُ الغراب رمزا للائحة مستقلة يهيئها الملقب بـ “باجي قايد السبسي” تطوان لخوض غمار الانتخابات الجماعية القادمة أو التهديد بها.
ومن جانب السلطة الوصية المُمثلة في الولاية الشريفة، عرفنا من مصادرنا أن من مهام القسم الاقتصادي متابعة تنفيذ الشركة لالتزاماتها ومراقبتها، وتحريك المسطرة لتقويم المخالفات، ونفس المصادر تؤكد أن رئيس هذا القسم توصل مرارا بتقارير في الموضوع لا زالت تنتظر البث فيها من جهات عليا في الولاية.
المعطيات التي نتوفر عليها تُلزمنا بالمزيد من التدقيق والتحقيق، وسنواصل ذلك في الحلقات القادمة بهدف تنوير الراي العام الشمالي، وكذلك بهدف المساهمة من موقعنا في دعم كل سياسة إصلاحية مهما كان مصدرها.. وكما سبق ووعدنا لن نتأخر في حلقات لاحقة في نشر تحقيق مفصل عن خلية التجسس والاختراق والتمييع والتشويش… المعروفة في بعض أروقة الولاية الشريفة ب”خلية الفواكه” وعن المُجندين فيها من صغار المُخبرين، ولن يفوتنا طبعا إتحاف القارئ ببعض الطرائف المثيرة للحزن والضحك عن أبطال هذه الخلية.
السلام عليكم . من ناحية الجودة وسلامة الحافلات لا تتوفر علا تكيف واغلب اوقات تكون الحافلات بدون نضافة وبنسبة لي المراقيبن غير المحترمين يتكلمون بي كلام فاحش بي دون احترام ولا يحملون بطاءق التعريف ولا زي رسمي اغلبهم تفوح منهم راءحة الكحول يكونون تحت تءتير الحشيس واخيرا التحرش بي الفتيات