خاض أكثر من 100 شخص من سكان دوار البناندة بإقليم العرائش، الأسبوع الماضي، مسيرة على الأقدام، وهم يعتزمون الذهاب إلى العاصمة الرباط، للاحتجاج والتنديد على بعض المصالح المركزية هناك، لإبلاغ تظلمهم حول الاعتداء العنيف الذي تعرضوا له على يد عدد كبير من قوات الأمن التي طاردتهم وسط أراض فلاحية محاذية لمنازلهم، بعدما حاولوا منعها من إتلاف نبات “الفصة” التي زرعوها لاستغلالها ككلأ لمواشيهم، ما أسفر عن إصابة 5 نسوة تم نقلهن إلى المستشفى.
الجريدة الرقمية “اليوم 24” أشارت إلى أن أكثر من 110 من الأطفال والنساء والشيوخ انطلقوا من دوار البناندة المحاذي لمدينة القصر الكبير، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، حيث قطعوا مسافات طويلة وهم يخترقون الأراضي الزراعية والحقول والطرق الوعرة الممتدة على طول الجانب الأيمن للطريق المعبدة، غير عابئين بالخطر الذي كان يهددهم، في الوقت الذي كانت تراقبهم وتسير خلفهم سيارات الدرك الملكي والقوات المساعدة، مخترقة بدورها نفس الطريق الوطنية المعبدة، حيث تمكن المحتجون من الوصول إلى تراب الجماعة القروية “عرباوة” المحسوبة على تراب إقليم القنيطرة، بعد قطعهم لحوالي 18 كيلومترا، على أن يتابعوا مسيرتهم في اتجاه العاصمة الإدارية للمملكة.
وبينما كان يعتزم الأطفال والنساء والشيوخ، متابعة طريقهم نحو مدينة سوق أربعاء الغرب، فوجئوا بقوات أمن أخرى، متمثلة في عناصر الدرك والقوات المساعدة، وهي تحاصرهم بتراب جماعة عرباوة، حيث منعتهم من التقدم نحو الاتجاه المؤدي إلى الرباط، وكذا الاتجاه المؤدي إلى مولاي بوسلهام، لقطع الطريق في وجههم تماما، قبل أن يحاصروهم من كل جانب، حيث أرغموهم على تغيير الاتجاه والعودة إلى دوارهم، حيث قطع المحتجون مسافة طريق أخرى تعادل مسافة طريق الذهاب، والتي حددتها مصادر شاركت في المسيرة بما يفوق 18 كيلومترا، ليقطع المحتجون بذلك أثناء الذهاب والاياب أكثر من 36 كيلومترا مشيا على الأقدام، حيث نال التعب من أجساد المحتجين.
وعلمت “اليوم24″ أن الشبان والرجال لم يشاركوا في هذه المسيرة، خوفا من حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات ضدهم، حيث يوجد رهن الاعتقال 6 فلاحين، في الوقت الذي لا يزال البحث جاريا عن 22 آخرين صدرت في حقهم أوامر الاعتقال بتهمة “الترامي على ملك الدولة“، حيث تندلع المواجهات باستمرار بين الأمن والقرويين، في ظل استمرار النزاع القائم بين أهالي الدوار وإحدى الشركات الاسبانية التي تدعي أحقيتها في استغلال هكتارات عديدة من الأراضي السلالية، بدعوى أنها تكتريها.