من النادر أن تجد شابًا مسلمًا بلحية طويلة وبزيّ إسلامي وبلحية طويلة غير مشذبة، يقول لك إنه متفق مع العلمانية ومدافع عن الحريات الفردية. إلّا أن المغربي المرتضى اعمراشا، يؤكد العكس، بعدما تحوّل في بلده إلى مثال لتصالح فريد بين الحياة السلفية والمبادئ الحداثية.
“كل ما كنت أحتاجه هو يقظة الضمير، والعودة إلى المنبع النبوي العذب الذي كدّره تحريف الغلاة على مر الزمن. كلّ طالب علم تنتابه في البداية أسئلة محرجة قد يحاول تصريفها بالزعم أنها وسائس الشيطان، بينما ألّف فيها مشايخ الإسلام مجلّدات دون أن يتمكنوا من البث فيها” يقول المرتضى.
ويضيف المرتضى متحدثا لـCNN بالعربية: “لقد اخترت الحلّ الوسط بأن أجيب على هذه التساؤلات بما ينفع المجتمع وبناءه التنظيمي والمجتمعي، دون إضاعة القيم والمبادئ التي تتفق عليها البشرية. ففي كل خطوة أخطوها للتصالح مع ذاتي وتشجيع الحريات الفردية، كنت أجد أن القرآن الكريم يسندني بآيات بيّنات.”
ويرى اعمراشا أن تناقض بعض الشباب المسلم بين ممارسة بعض السلوكيات في السر وتحريمها في العلن يعود إلى التربية التي تلقوها في الصغر، وما درسوه على أيادي رجال الدين: “لقد علمونا أن الفاسق أفضل من المبتدع، بمعنى أن من يمارس الجنس ويشرب الخمر، بل وحتى يقتل الناس، أفضل عندهم ممّن ينكر شيئا ممّا يرونه ديناً، أو من انحرف عن منهج السلف.”
ويضيف اعمراشا أن هذه التربية أنتجت أشخاصًا يقدسون الاستبداد، ويبتعدون عن جوهر الشرع، ولا يفهمون منه إلّا تطبيق الحدود، بينما “من شرّع الحدود كان يريدها لإقامة العدل بين الناس، لأن العدل هو الأساس، ولا نحتاج معه إلى تطبيق ما لم يعد العالم يراها عدلًا بمفاهيمه المعاصرة. كما أن الله حثنا على الرحمة الإنسانية والمساواة والصدق والتقسيم العادل للثروات.”
وفي دفاعه عن العلمانية، يقول اعمراشا: “رغم كل المؤاخذات عليها، فهي النموذج المتطوّر عبر الزمن لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية، ونحن نطلب من المسلمين الغيورين على دينهم أن يعطونا نموذجًا أكثر نضجًا منها، لا أن يعتقدوا أن الأمر حُسم منذ 14 قرنا تغيرت فيها جلّ الأنساق الاجتماعية.”
وكي يكون حاضر الإسلام أفضل ممّا نسمعه يوميًا من قتل باسم الدين، يرى اعمراشا أن الحل هو أن نتصالح مع العالم ومع الآخر المخالف في الدين، وأن يكون المسلمون صريحين بالإجابة عمّا استفادوا من تخوين الآخر ونبذه، وعمّا إذا كانت مفاهيم الإسلام السمحة تأمر المسلمين حقًا باضطهاد الآخرين.
يقول اعمراشا : “إن آيات القرآن التي تَذكر كراهية الآخرين للمسلمين، في ذلك الزمن، تعني بالضرورة عدم مقابلتهم بالمثل . على المسلمين أن يتقبلوا الآخر، وأن يُشيعوا مبدأ حسن الظن الذي يُرينا أن الآخر مهما كان مخالفًا لنا، لا يعني أنه شرير، بل قد يكون أنبل واشرف وأصدق منا، فالعلاقة بيننا وبين الآخر كما يحددها القرآن هي التعارف وليس التقاتل.”
التصالح قائم منذ أن خلق الله السماوات والإرض ، وليس اليوم ،فالذين يدعون السلفية متقوقعين على أنفسهم ولم يريدوا أن يفهموا أن الإسلام هو دين الإنفتاح وليس دين الإنغلاق .فالسلفية هي اسم بلا معنى وهي تيار لايريد أن يفهم الإسلام من منابعه الصلبة ومرتكات الفهم السليم .فالإكتفاء بالنص المجرد يجعل من يدعون السلفية جهلاء .فالله ينصح الأمة أن ترجع إلى العلماء العارفين بالكتاب والسنة ومفرداتهما فقها ولغة وتأصيلا وادبا وعلوما للوقوف على منابع الفتوى الدينية دون إتباع هواى الجهة المنسب إليها .فالإسلام جاء بالكليات مع تضمينه الجزئيات لفتخ باب الإجتهاد .وما كتبه السلف الصالح من كتب في باطنها ذرر قيمة سواء في التفاسير أو السير أو الحديث وما استنبطوه منها يعجز عنها المحدثون الوقوف عنها مما جعلهم ينفرون من قراءتها لأن مستواهم العلمي ناقص جدا .لأن وسائل التتبع لديهم مفقودة .ولا يمكن طهي الطعام بدون ملح أو توابل مع مقياس درجة الحرارة .لأن الأكلة السريعة غير صحية فيما الطهي المتنأني يجعل المرأ يتلذذ به ويستفيد الجسم منه هلما وأذوات التسمم فيه جد منعدمة لأن الطباخ يريد أن يعطي للزبناء مادة صحية وطيبة .فيما الأكلة السريعة درجة الإصابة بالتسمم واردة في أي لحضة وهذا هو الفرق بين رجال العلم السابقون ورجال العلم الحداثيون .