تعد المرحلة العمرية 4-5 سنوات مرحلة أساسية و مهمة في تكوين شخصية الإنسان عموما كما تعتبر فضاءات التعليم الأولي تلك الأمكنة التي تساعد الطفل على تطوير كفاياته المعرفية ونموه المعرفي والوجداني على شتى الأصعدة، وفي هذا الإطار قد نص فيما سبق الميثاق الوطني للتربية والتكوين على الضرورة الملحة لتعميم التعليم الأولي على كافة أطفال المغرب ابتداءا من سنة 2004. كما أوصى بإدماجه في سلك الإبتدائي كسلك أساسي مدته 8سنوات، وكذلك وثيقة البرنامج الإستعجالي تتضمن تحيين أهداف التعليم الأولي وتوسيع عرضه التربوي وتحديثه بهدف إتمام التعميم الشامل سنة 2015. وحسب نفس الوثيقة يرتكز تعميم التعليم الأولي على 3 محاور على الشكل التالي :
النهوض بالتعليم الأولي وتطوير عرضه التربوي ومحور تكوين المربيات. وفي هذا الصدد عملت وزارة التربية الوطنية على تكوين 1707 مربيات للتعليم الأولي وإحداث 1434 حجرة للتعليم الأولي ما بين سنة 2009 و 2012. كما أن جل الدراسات والتقارير حول هذا الورش خرجت بأن 40 في المائة من الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات أي ما مجمله 458 ألف طفل وطفلة لا يلجون أية مؤسسة للتعليم الأولي.
كما أن وحسب المعطيات المتوفرة في الوزارة وزارة التربية الوطنية وتقارير المجلس الأعلى للتربية والتكوين يعتبر التعليم الأولي بالمغرب من أهم المعيقات التي يواجهها النظام التعليمي المغربي على اعتبار الأهداف والمهارات والكفايات التي يكتسبها الأطفال في هذه السن المبكرة، كما أن استمرار حذف أقسام التعليم الأولي من سنة إلى أخرى وخصوصا بالعالم القروي سيزيد معضلة التعليم تدهورا ذلك أن من أصل 18826 قسم محدث برسم 2005 لم يتبقى سوى 14012 قسم برسم سنة 2012/2013.
أضف إلى أن البرنامج التربوي والكتب المدرسية في الإبتدائي أنتجت وأعدت معتبرة أن جل الأطفال مروا من سلك التعليم الأولي وهذا خطأ ف 40 في المائة من أطفال المغرب لم تلج أية تعليم أولي، كما أظهرت عدة تقارير دولية و وطنية أن جل التلاميذ الذين ينقطعن عن الدراسة ويواجهن تعثرات دراسية لم يلجوا كذلك دور للتعليم الأولي، وعلى الرغم من المجهودات المبذولة يبقى النموذج التقليدي هو المهيمن من حيث العرض التربوي ، كل هذه الأسباب تجعل منا النضال من أجل تعميم تعليم أولي ذو جودة .
وديع المعمري منشئ صفحة جميعا من أجل تعميم مرحلة ما قبل التمدرس