تتواصل فعاليات مهرجان تطوان السينمائي الدولي في دورته 21 بعرض أفلام المسابقة الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية بين حضور مكثف للجمهور لقاعة سينما أبنيدا، الذي تجلى خصيصا في تقديم فيلمي المهرجان ” أفراح صغيرة” للمخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، و” أسوار القمر” للمخرج المصري طارق العريان وبين غيابه وعدم اكتراثه بالأفلام الأجنبية الأخرى المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل.
وقد شهد عرض فيلم محمد الشريف الطريبق الذي عرض في قاعة سينما أبنيدا حضورا كبيرا للجمهور، الذي تابع قصة فتاتين تجمعهما علاقة غرامية في فترة الخمسينات بمدينة تطوان، وهو ما أثار انتقادات من طرف بعض الأقلام والأسماء التي تتعلق بأن مخرج شوه سمعة نساء تطوان وإبرازه مشاهد إباحية، الأمر الذي نفاه المخرج الذي صرح ل” شمال بوست” قائلا إن التاريخ التطواني هو مفتوح على الإنسانية ومن حق أي مخرج سينمائي أو مبدع أن يتناوله جماليا وسينمائيا، والذي يحسب لهذا المخرج أنه قدم وجوها سينمائية تطوانية قادرة على العطاء الفني في المستقبل، حيث مهد لها الطريق للاشتغال بمجال فني صعب، كما أبرز القدرة التمثيلية الجميلة لفرح الفاسي الممثلة المحترفة الوحيدة في فيلم ” أفراح صغيرة”.
من جانب آخر، عرفت قاعة سينما أبنيدا ليلة الأربعاء 1 أبريل 2015، وتحت حراسة أمنية مشددة، حضور المخرج المصري طارق العريان مرفوقا بزوجته الفنانة السورية أصالة وبطلة فيلمه المتميز” اسوار القمر”، ولم تدع الفرقة ” الأمنية” الخاصة الجمهور أو المصورين الصحفيين الاقتراب منهم، إلا البعض القليل، فيما قدم مخلص الصغير للجمهور طارق العريان، الذي ظل يضحك ولم يتكلم لتنوب عنه منى زكي التي قالت بحب إنها تتخيل نفسها في أوربا، وليس في تطوان، مبدية إعجابها بالمدينة.
ويحكي فيلم ” أسوار القمر” قصة زينة (منى زكي) التي تفقد بصرها وذاكرتها في حادث اصطدام مروع، والصراع العنيف بين أحمد (آسر ياسين) ورشيد (عمرو سعد) على الفوز بقلبها، وقد استخدام المخرج تقنية عالية وحركية فائقة ومشاهد دراما وعنف ما جعله يشد أنفاس الجمهور.
ومما يجدر ذكره أن العريان هو مخرج ومنتج من أصل فلسطيني، أخرج عددا من الأغاني المصورة للمطربين أصالة وأحلام وعمرو دياب وإيهاب توفيق، كما أخرج عددا من الأفلام منها “الباشا” و”الإمبراطور” و”تيتو.
على مستوى آخر، لوحظ غياب الفنانة المسرحية والسينمائية وزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران عن لقاء كان مخصصا لها بالقاعة الصغرى للمركز الثقافي ( دار الثقافة سابقا) بتطوان، حيث امتعض بعض الصحفيين والمتتبعين لفعاليات المهرجان من هذا الغياب دون الإخبار بتأجيله أو إلغائه، ما دفع بالبعض بالقول إن المنظمين ” يحتقروننا”، ويلاحظ على البرنامج الثقافي المواكب للمهرجان أنه باستثناء بعض اللقاءات الخفيفة، فإنه لم يعد المنظمين، ومنهم أحمد الحسني مدير المهرجان، يفكرون في تخصيص لقاءات مع مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان ومناقشتها.
وإذا كانت يومية المهرجان تزود الصحفيين والمتتبعين والجمهور ببعض الأخبار والحوارات، إلا أن ذلك يظل ناقصا، وفي الوقت الذي أشارت إلى المشكل التقني الذي تعرض له الفيلم التونسي ” بدون”، الأمر الذي سيؤثر عليه على مستوى التحكيم، فإنها سكتت عن العطب التقني الذي تعرض له فيلم ” أفراح صغيرة” في بداية عرضه.
و في الأخير، وعلى الرغم من إعادة الحرارة للمهرجان نسبيا بحضور الممثلة المصرية منى زكي، إلا أن محاصرتها والحراسة الأمنية المشددة عليها، سيجعل المهرجان يتراجع، لأن الفنانين والفنانات ملك للجمهور، وإبعادهم عنه ضرر للمهرجان ولهم بالدرجة الأولى.