يبدو أن الحملة الأمنية المكثفة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية بالشريط الساحلي لشمال المغرب على حركة تهريب المخدرات نحو أوروبا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط أجبرت بارونات المخدرات على تغيير تكتيكاتهم ونقاط انطلاق قوارب التهريب.
وأكد مراقبون ومتتبعون وجود تحول في حركة التهريب، وتحديدا في نقاط خروج القوارب المحملة بالحشيش نحو السواحل الجنوبية لإسبانيا.
جماعة أمسا
وبرزت في الآونة الأخيرة منطقتا أمْسا وأزْلا الساحليتين التابعتيْن لإقليم تطوان، بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في حركة انطلاق القوارب المحملة بالمخدرات.
واتجه نشاط بارونات المخدرات إلى المنطقتين المذكورتين بعد تكثيف الأجهزة الأمنية المغربية بتنسيق نظيرتها الإسبانية لحملتها على حركة قوارب المخدرات التي تنطلق من سواحل الشمالية للمغرب صوب إسبانيا.
إضافة إلى ذلك، مثلت العملية التنموية الشاملة التي يشهدها ساحل القصر الصغير، المحطة الرئيسية لتهريب المخدرات في السنوات الأخيرة، وتنصيب مشاريع عملاقة كالميناء المتوسطي، عائقا أمام حركة تهريب المخدرات، حيث تضاعف الانتشار الأمني في المنطقة.
ساحل سيدي عبد السلام بجماعة ازلا
ويأتي هذا التحول نحو ساحليْ أمْسا وأزْلا بفعل قربهما من حقول زراعة القنب الهندي المنشرة على طول المناطق المجاورة، وتعاون شباب المنطقة مع تجار المخدرات في نقلها نحو نقاط انطلاق القوارب.
ويفضل بارونات المخدرات خوض مغامرة طول المسافة بين سواحل إسبانيا وأمْسا وأزْلا على المخاطرة الأمنية بالانطلاق من سواحل القصر الصغير، الذي تفصله عن سواحل إسبانيا 14 كيلومترا فقط.