أثار الإعلان الرسمي لالتحاق ” محمد أشرف أبرون ” بحزب الاستقلال يوم الخميس الماضي ردود فعل متباينة في الرأي العام التطواني سواء منه السياسي أو الرياضي، باعتبار أن هذا الأخير يشغل منصب الرئيس المنتدب لفريق المغرب التطواني، حيث شكل هذا الالتحاق وفي هذا الوقت بالذات مفاجأة لأغلب المتتبعين، لكون عائلة ” آل برون ” ظلت إلى الأمس القريب بعيدة عن المجال السياسي وأخذت مسافة اعتبرتها ضرورية من كل الأحزاب والتيارات السياسية بالمدينة، رغم أن العديد من المهتمين بالشأن السياسي يقرون بتعاطف ” أبرون ” الأب مع أحد الأحزاب الوطنية اليسارية بتطوان منذ وقت طويل.
ويرى العديد من المتتبعين أن ” أبرون ” الإبن كمواطن مغربي كامل الأهلية يتمتع بكافة حقوقه الدستورية في ممارسة الشأن السياسي وحتى الانتخابي، وبكون التحاقه بحزب ” حميد شباط ” من شأنه خلخلة المشهدان السياسي والانتخابي معا بتطوان، وإعادة حزب الاستقلال مجددا للواجهة السياسية والانتخابية بعدما فقد مكانته بالمجلس الجماعي خلال انتخابات 2009، وهذا ربما ما يراهن عليه الاستقلاليون بالمدينة باستقطابهم لاسم أصبح يحظى بشعبية كبيرة لدى الأوساط التطوانية مما يعزز من حظوظ الحزب في المنافسة والظفر بمقاعد بجماعة تطوان.
ومن جانب آخر اعتبرت بعض الآراء التي استقتها ” شمال بوست ” أن دخول ” أبرون ” الابن للحياة السياسية من بوابة الشعبية التي حصل عليها في المجال الرياضي يظل أمرا معيبا، إذ أن هذه الشعبية اكتسبها من خلال الدعم المالي الذي وفرته الإدارات الترابية لفريق المغرب التطواني طيلة السنوات الماضية، وهو الأمر الذي سيجعل هذه الأخيرة تعيد حساباتها في قضية الدعم المالي للفريق مادام أن السياسي اختلط بالرياضي، وقد يصبح المغرب التطواني مستقبلا حلبة صراع بين مختلف الأحزاب السياسية بالمدينة.
وترى شحصيات مهتمة بشكل كبير بالشأن السياسي ليس المحلي فقط بل الوطني، أن التحاق ” أشرف أبرون ” بحزب الاستقلال لم يكن بمحض الصدفة، أو أن الأخير نام واستفاق على رغبته في ممارسته العمل السياسي، بل أن الأمر أبعد من ذلك وقد تكون وراءه أجهزة الدولة العميقة التي تريد إعادة التوازن في الخريطة الانتخابية بتطوان أولا وعدم تكرار تجربة 2009 ، وثانيا محاصرة حزب العدالة والتنمية ليس فقط محليا ولكن وطنيا، من خلال دعم الأحزاب الوطنية والأخرى المقربة من دوائر القرار من أسماء قادرة على الحد من قوة ” إخوان بنكيران ” خلال الانتخابات الجماعية المقبلة.
الرأي الأخطر في قضية التحاق ” أشرف أبرون ” بحزب الاستقلال هو الذي يرى أن هذا الأخير سيكون عامل قوة للحزب وفي نفس الوقت سيكون عامل ضعف، من خلال استقراءه لتاريخ حزب الاستقلال بتطوان الذي يعد فيه البيت التطواني ” العريق ” من أهم أسسه وركائزه، لذلك ظل هذا الحزب متقوقعا على نفسه سنوات طوال، قبل أن يتغير المشهد مع مجيء ” حميد شباط ” للأمانة العامة للحزب الذي وضع حدا وقطيعة مع مسألة ارتباط الحزب بالأسماء والأسر وخاصة الفاسية والتطوانية.
ويسير هذا الرأي في كون أن هذه الأسر التي ترى أنها دائما الأحق بتزعم حزب الاستقلال وبكون دخول أي اسم خارج منظومة العائلات التطوانية يعد بمثابة انتكاسة ” للتقاليد ” و” العادات ” السياسية لحزب علال الفاسي وعبد الخالق الطريس، وهو ما سيدفعها للعمل ضد أي شخص سيتزعم لائحة ” الميزان ” والعمل على ” حرقه ” بالمفهوم الشعبي كما وقع مع شخصيات سابقة كالمرحوم ” المقدم ” والبرلماني السابق ” أحجام “.
على أي فدخول ” أشرف أبرون ” كاسم شبابي وازن بالساحة التطوانية للعمل السياسي ومن المحتمل ترأسه للائحة حزب ” الميزان ” يعد ضربة قوية للعديد من الأحزاب السياسية التي مازالت تراهن على القطع الأثرية العتيقة المركونة داخل جدران مقراتها في استحقاقاتها الانتخابية والتي ملها الناخب التطواني، وقد يدفعها هي الأخرى لتجديد دمائها خوفا من انفراط عقد الكراسي التي تحصل عليها عادة داخل مجلس جماعة تطوان
أظن أن أشرف أبرون اختار الوقت المنافس ونشكره كتطوانيون على اختياره دخول عالم السياسة لأننا وبكل صراحة مللنا الوجوه المتكررة ومحترفي الانتخابات، الشعب التطواني أمامه فرصة تاريخية الان لتشجيع اشرف للتقدم للانتخابات والتصويت له والعمل على ان ينجح بتعبئة الجميع على مساعدته والتصويت له، ستكون خسارة كبرى لتطوان ان ام يفز اشرف برآسة المجلس ان تقدم للانتخابات لان الشاب لم يعتد الفشل ولربما فشله يثنيه تكرار المحاولة وبالتالي تفقد تطوان احد الوجوه الشابة والذي لا أظن دافعه للترشح غير خدمة مصلحة المدينة، لانه ان كان يريد خدمة مصالحه ما كان ليدخل السياسة فالكل يعرف انه صديق كل السياسيين اي انه كان يستطيع استعمالهم للوصول لما يريد لكن الساب ومن خلال تصريحاته ابان عن رغبة كبيرة في خدمة مدينته من مركز القرار بدل الاقتصار على العمل الرياضي الجمعوي المحدود كما جاء على لسانه، شخصيا أتمنى التوفيق لأشرف ابرون على الاقل نشاهد نوعية اخرى من السياسيين تحكم المدينة ونخوض تجربة جديدة سياسيا.