خص الدكتور حذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي الخطاط أحمد الصديقي بمقال استعرض فيه سيرته وأهمية أعماله الفنية والخطية، حيث اعتبر أن الصديقي – ابن المقاوم حسن الصديقي رفيق والده الشيخ محمد حدو امزيان رحمة الله عليهما – خطاطا أصيلا. وقال إن النبوغ الفني والعلمي لديه بزغ في ” سن مبكرة في الكتاب القرآني في وادي سمسة ثم في جامع مزواق، وبعد انتقاله إلى مدرسة سيدي المنظري نال إعجاب أساتذته في الدراسة عموما وإتقانه في مجال الرسم والخط واللغة الإسبانية”.
وذكر الدكتور حذيفة أمزيان أن الصديقي بعد ذلك ” حصل على شهادة الباكالوريا في 1968 بثانوية القاضي عباض بتطوان، ثم الإجازة في الأدب العربي من جامعة فاس ودبلوم الدراسات العليا في اللسانيات والأدب المهجري بالرباط، كما شارك في عدة معارض تشكيلية متعددة وحصل على شهادات تقديرية في محافل دولية عدة، وكل هذا جعله من بين أهم وأبرز الخطاطين البارزين على الساحة الوطنية والدولية”.
واعتبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي أن ” تكريم الخطاط أحمد الصديقي، هو من بين أهم ما يحسب لجمعية تطاون أسمير. فالرجل، لا يستحق تكريما واحدا، بل تكريمات عدة. فلقد كان طوال مسيرته الفنية بمثابة سفير المنطقة الشمالية والمغرب ككل. وقد استطاع تحقيق نتائج مشرفة ومميزة خلال مسيرته الفنية، وقطع اشواطا كثيرة في بحر التعلم، والتعليم، وتعرف على أدباء وفنانون وشعراء مغاربة وأجانب، كان من بينهم الراحل القصاص محمد زفزاف، الذي يعتبره صديقه الحميم ورفيقه في هذا الدرب، ولا ننسى علاقته بالكاتب إدريس الخوري، والاساتذة الأجلاء أحمد المديني ونجيب العوفي وغيرهم، واللائحة طويلة.
هذا فضلا عن مشاركته في العديد من المعارض داخل المغرب وخارجه، وإعداده العشرات من أغلفة الإصدرات الأدبية لكتاب مغاربة مرموقين وإشرافه على تنظيم لقاءات تكوينية في فن الخط لفائدة شباب مهتمين بهذا الفن الأصيل”. وذكر حذيفة أمزيان أن كل هذه الإنجازات مكنت أحمد الصديقي من حصد العديد من الشواهد التقديرية من كبار المسؤولين في الدولة وخارجها كتركيا والإمارات العربية المتحدة سنة 2004، تقديرا منهم لعطاءاته في مجال فن الخط العربي وتميزه عن بقية الخطاطين الآخرين بالاعتماد فنيا وجماليا على قواعد خاصة لا يعلم سرها وفلسفتها ورسائلها إلا هو، الذي يمكن الاعتبار أن الصديقي يخفي معالم مدرسة مغربية متجدرة في هذا الفن الأصيل الذي يعبر عن عظمة الإنسان المغربي الذي لا تزال إنجازاته في هذا المجال الراقي، شاهدة على عبقريته في معالم الحضارة الأندلسية إلى اليوم.
ومهما قال، ومهما قلنا نحن أيضا، فلن نوافي هذا الفنان والخطاط أحمد الصديقي حقه، وكما أكد على ذلك الدكتور حذيفة أمزيان، فإن هذا “لايمنع من أكون أول الموصين في اللقاء العلمي والفني والتكريمي – يقصد لقاء ” تطوان الابواب السبعة”- بضرورة تنظيم لقاءات علمية وفنية أخرى بغرض دراسة أعمال أحمد الصديقي لاستنطاقها وفهم دلالات رسائلها”.
وفي تصريح خص به ” شمال بوست” بخصوص ما قاله في حقه الدكتور حذيفة أمزيان، قال أحمد الصديقي إنه يعتز أيما اعتزاز بهذه الكلمة الرائعة في حقة من طرف الدكتور حذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي التي أثلجت صدره، وأنه تأثر كثيرا بها لأنها صادرة عن أستاذ مثقف ومسؤول جامعي كبير، ورجل مناسب في مكانه المناسب، حيث اعتبر هذه الكلمة ” وسام شرف ممتاز على هامته وإكليل من الزبرجد والمرجان يطوقه في مسيرته الفنية والتاريخية”، ذاكرا، في نهاية المطاف، أنه يقر بأنه أحس بامتنان كبير، خالص وصدوق.