أن يتقلد شاب منصب المسؤولية في واقع سياسي لا يؤمن إلا بالشيوخ، أمر له دلالاته الرمزية، ويبعث الامل لباقي الشباب النشطاء داخل الأحزاب في التشبث بضرورة تشبيب هذا المشهد السياسي المغربي الرديء، لأن الشباب هم بصيص الأمل الوحيد من أجل تغيير ممكن، ومن أجل مغرب آخر ممكن.
منير الفزازي واحد من هؤلاء الشباب الذين اقتحموا العمل السياسي من باب حزب التقدم والاشتراكية واستطاع التدرج بكفائة ومسؤولية في المناصب والتكليفات التي تقلدها، حتى وصل، وليس آخرا، إلى منصب الكاتب الاقليمي للحزب بمدينة تطوان، وهو المنصب الذي كان حكرا على جيل أطال الله في عمره.
منير الفزازي عبر بضع أسئلة وجهتها له شمال بوست يقربنا من تجربته الحزبية داخل حزب التقدم والاشتراكية :
* كيف جاءت فكرة ترشحك لشغل منصب الكاتب الاقليمي لحزب PPS علما أن المتتبعين يتبرون هذا الحزب بتطوان، إطارا للشيوخ ولا يمكن تجاوزهم بالشكل الذي فعلت انت ؟
ج – فكرة ترشيحي لمنصب أو مسؤولية كاتب إقليمي للحزب جاءت من إيماني الراسخ بضرورة التغيير وبضرورة فتح المجال أمام الطاقات الحزبية الشابة المسؤولة لتحمل المسؤولية وتقلدها، وكذا من كون رفيقاتي ورفاقي الذين أجمعوا على ضرورة ترشيحي خصوصا شبيبة الحزب التي أوجه لها من خلال شمال بوست كل التحية والتقدير، وحزبنا لم يكن ولن يكون حكرا على الشيوخ بل أنه يعمل على إشراك الشباب في كل هياكله التنظيمية وخير دليل اللجنة المركزية للحزب. ولا أنسى هنا تحية رفاقي من غير الشباب في تقلدي لهذه المسؤولية.
* شاب في عقده الثالث، تدرج بسرعة كبيرة في مناصب المسؤولية بفرع الحزب بتطوان، حتى وصل لمنصب الكاتب الاقليمي.. من وقف خلفك ودعمك حتى وصلت الى هذا المنصب ؟
ج – بالفعل لقد تدرجت عبر التنظيمات الحزبية الموازية وقطاعاته الطلابية وتقلدت مسؤولية الكاتب الأول لمنظمة الشبيبة الاشتراكية لتطوان منذ 2007 وعضوا بمجلسها المركزي ، كما تقلدت مسؤولية نائب كاتب الفرع المحلي وعضو مكتب الجهة واللجنة المركزية والكتابة الإقليمية قبل أن أتحمل مسؤولية الكتابة الإقليمية. كل هذا التدرج كان من وراءه ثلة من الرفاق الذين قاموا بدعمي وإتاحة الفرصة لي في تحمل المسؤولية وقيادة وإدارة مسؤوليات جسام وتقلدها كمدير للحملة الانتخابية 2007-2009 و2011 أخص بالذكر الرفيق محمد بنسالم وبعض القيادات الوطنية للحزب والشبيبة الاشتراكية وكذلك رفيقة دربي التي أوجه لها من هذا المنبر كل التقدير والحب والاحترام.
* كل قادة الاحزاب سواء طنيا او محليا يتوفرون على استراتيجية لتقوية حزبهم وتجديره جماهيريا.. انت تم انتخابك كاتبا اقليميا أشهرا فقط قبل الانتخابات الجماعية المزمع عقدها منتصف 2015، ماذا أعددت كي يكون حزبك حاضرا فيها بقوة ؟
ج – بالفعل هناك العمل على بلورة تصور عمل تشاركي رفقة رفيقاتي ورفاقي في الفروع المحلية للحزب والتي أتشرف بالإشراف عليها والتنسيق في عملها، ويهدف هذا التصور بالأساس إلى وضع برنامج عمل يضمن الإشعاع الفعلي لحزبنا ويقوي هياكله التنظيمية من فروع محلية وقطاعات سوسيومهنية ومنظمات موازية. طبعا أننا لا نغفل المعركة الانتخابية المقبلة التي سنخوضها بدءا بالانتخابات المهنية ثم الجماعية والجهوية، ونعمل جاهدين بمعية كل مكونات الحزب وبتنسيق مع رفاقي رؤساء الجماعات القروية والمنتخبين والديوان السياسي على رأسهم الرفيق محمد بنسالم مكلف بتتبع جهة طنجة-تطوان، حيث نعمل على تغطية ما يقرب من 94 في المائة من الدوائر الانتخابية بالإقليم.
* يقال أنه رغم ان PPS حزب عتيد وله ماض مشرق ويعتبر من الأحزاب الوطنية الرئيسية، إلا أنه يعرف الان تراجعا كبيرا وتهلهلا وانحصارا لم يسبق أن عاشه من قبل، ما هو السبب في ما يحدث للأحزاب الان في نظركم ؟
ج – يقولون لكل زمان رجالاته وحزبنا في هذا الزمان شهد ثورة من حيث تجديد قيادته وفتح المجال أمام تقلد الشباب للمسؤوليات داخل هياكله،لم ولن يتخلى في يوم من الأيام عن مبادئه وقيمه النابعة من الفكر الاشتراكي برغم الانتقادات اللاذعة التي يحاول البعض الترويج لها وبالتالي الإساءة لحزبنا التقدمي الوطني الحداثي. والنجاح الذي عرفه مؤتمرنا الأخير خير دليل على أن حزبنا في الطريق الصحيح بقيادة حداثية يترأسها الرفيق الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله. وما تعرفه بعض الأحزاب عبر الساحة الوطنية لا يمكن اعتباره إلا كبوة وسوء تدبير واختيارات ناهيك عن ما يمكن اعتباره تدخلا في شؤون الأحزاب السياسية ومحاولة بلقنتها وتدجينها والتحكم فيها من قوى تطرح أكثر من استفهام.
* كيف تستطيعون التعايش في الحزب مع وضع يقال أنه غير طبيعي.. كاتب اقليمي شاب مثقف وحاصل على شواهد جامعية، في حين برلماني الحزب ذو تكوين ثقافي محدود جدا ولم يسبق أن حصل على أي شهادة تعليمية ؟
ج – بالعكس هناك انسجام في العمل برغم الفرق الشاسع من ناحية التكوين الأكاديمي والجامعي لشخصنا والمستوى التعليمي الاعدادي لرفيقنا والنائب البرلماني عن دائرة تطوان، يتبلور هذا في البرنامج المسطر للعمل بمعية فريق برلماني يسطر ويشرع السياسات العامة ويفتح المجال أمام نوابه لتطوير مهارات وأساسات وقيم العمل النيابي الشريف والنبيل خدمة لقضايا الوطن والمواطنين. وما يعمل عليه الفرع الإقليمي كذلك رفقة كل مكونات الحزب إقليميا من وضع برنامج حزبي يتسع لكل مكوناته ومكونات المجتمع المغربي بغض النظر عن المستوى التعليمي لهذا أو ذاك.
* يشرف حزبكم على عدد من القطاعات الوزارية، ومن أهمها قطاع الصحة، طبعا تعرفون ما يعانيه المواطنون في المستشفى الاقليمي سانية الرمل خاصة في قسم الولادات، ما هي الاجراءات التي تتخدونها على مستوى فرع الحزب لحل اختلالات قطاع الصحة بالاقليم والمساهمة في إنجاح تدبير حزبكم لوزاة الصحة ؟
ج – يُشرف حزبنا على تدبير خمسة قطاعات وزارية هامة، السكنى وسياسة المدينة، الماء، الثقافة، والتشغيل، ووزارة الصحة التي وكما تعرفون تعتبر من أهم القطاعات الاجتماعية التي قيل ويقال عنها الكثير خصوصا في ظل تردي الوضع الصحي بشموليته بالمغرب، لكن هناك عمل جدري تقوم به الوزارة برئاسة الرفيق الحسين الوردي الذي نوجه له كل التقدير والتنويه، هذا العمل يهدف إلى محاربة كل أشكال الفساد والعبث بصحة وسلامة المواطنين، مع تأهيل العنصر البشري وضمان فعاليته وضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه الإساءة لصحة المواطنين، ولكم في ذلك أمثلة عدة. بالنسبة لنا ككتابة إقليمية نحاول جاهدين أن نقدم لرفاقنا بالوزارة إحصائيات عامة وتقييم للوضع الصحي وللخلل الذي يشوبه وكذا الوقوف على مكامن القوة والضعف سواء بالمستشفى الإقليمي أو بباقي المستوصفات التي لا ننكر أنها ما زالت تحتاج إلى تأهيل جدري خصوصا من الناحية البشرية. نفس الشيء نقوم به بشأن باقي القطاعات.
* هل يمكن أن تصف لنا هؤلاء في كلمة ؟
– المرحوم محمد شقور
ج – أحد رموز الحزب رحمه الله
– الرفيق محمد بنسالم
ج – الأخ والأب والصديق والرفيق قيادي من قيادات حزبنا له مني كل التقدير والاحترام
– محمد الصبوح
ج – أحد قيادات وقيدومي الحزب له كل التقدير.
– رشيد الطالبي العلمي
ج – ترك بصمات وهو من رجالات الدولة.
– محمد ادعمار
ج – دكتور جامعي له إنجازات ونتمنى أن يقدم المزيد لهذه المدينة.