وجهت اتهامات خطيرة للمستشار الملكي ياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية السابق، تتعلق باستغلال النفوذ، فحسب جريدة المساء التي كتبت الخبر الصادر اليوم الثلاثاء 30 دجنبر 2014، فأن الأمر يتعلق بالمشروع السياحي لشركة عقارية كبرى في ملكية المستشار الملكي، والتي يتم تشييدها فوق منطقة رطبة بالمضيق تسمى “مرجة اسمير” والتي انطلق في إنجازها منذ كان في منصبه الحكومي.
وتابعت المساء أن مستشاري المجلس البلدي للمضيق أبدوا استغرابهم لما علموا أن رئيس البلدية منح رخصة بناء فندق بساحل “تمودا بي” لشركة “سيينا أنفيستيسمنت غروب” مقابل مبلغ مالي قدر ب 14 مليون سنتيم و 446 درهما فقط، وهو ما ضيع على الجماعة ملايين السنتيمات، كما أن الرخصة لا تحمل أي تاريخ.
وكانت فعاليات المجتمع المدني بالمضيق قد خاضت سلسة من الاحتجاجات من أجل إنقاذ المحمية الطبيعية “مرجة اسمير” التي تهاجر نحوها المئات من أنواع الطيور المهاجرة التي كانت تتوقف بالمكان الذي شيد فوقه المشروع السياحي المملوك للمستشار الملكي “الزناكي”.
وتعتبر منطقة أسمير واحدة من المواقع المغربية المدرجة في خانة “محمية المحيط الحيوي ما بين القارات في البحر الأبيض” المشتركة ما بين شمال المغرب ومنطقة الأندلس جنوب إسبانيا، و الذي تم تعينها من قبل منظمة اليونسكو في أكتوبر 2006، وهي السنة ذاتها التي بدأت فيها الدولة المغربية بإصدار تراخيص للاستثمار العقاري بالمناطق الرطبة مثل مصب ملوية و وادي شبيكة و بحيرة مارشيكا بالناظور و شاطئ السواني بالحسيمة ومرجة أسمير بالمضيق.
حيث بدأت في أكتوبر 2009 أشغال البناء الأولى في منطقة مرجة أسمير ثم اضطرت للتتوقف لمدة سنتين (بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية)، قبل ان تستأنف مرة أخرى في عام 2011 أشغال البناء مع مستثمرين عقاريين جدد.
وكانت أشغال البناء والحفر هذه قد تسببت في تغير موقع مرجة أسمير فقدانها قيمتها البيئية كموقع استراحة لآلاف الطيور المهاجرة التي تهاجر ما بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وأيضا باعتبارها موقعا لتعشيش عدد من الطيور النادرة على المستوى الوطني.
وتعليقا على ما يحدث بمرجة أسمير قال أحد نشطاء المجتمع المدني بالمضيق لشمال بوست “السياسات الرسمية في المغرب لا تحترم المحافظة على البيئة و تبحث فقط عن المنفعة المالية والربح السريع لأقلية من ذوي النفوذ والأغنياء… على حساب المنفعة العامة والموروث الطبيعي و على حساب حق الطيور في العيش و التنوع البيولوجي و المنظومات الاكولوجية في المناطق الرطبة.
وأضال قائلا “ما حدث في مرجة اسمير يبين بشكل واضح أن المسؤولين المنتخبين والمعينين بالمضيق خاضعون للوبي العقار الذي يعمل جاهدا لعرقلة المسيرة نحو مغرب يحترم و يضمن البيئة السليمة لجميع مواطنيه و حماية موروثهم الطبيعي”.
وحول موضوع اتهام المستشار الملكي “ياسر الزناكي” باستغلال نفوذه للاستيلاء على منطقة مرجة اسمير صرح لشمال بوست “محمد بنعلي” أحد أبرز النشطاء المدنيين بالمضيق قائلا : نتوفر على وثائق خطيرة جدا لاننا نحن من فجر الملف ولازالت وثائق أخرى نتوفر عليها، وسكان الرنكون راسلوا كل مستشاري الجماعة الحضرية من أجل الوقوف في وجه عملية تفويت الملك العام والمدرجة في النقطة الأولى من الدورة الاستثنائية ليوم الأربعاء 30 دجنبر عبر عريضة احتجاجية موقعة من طرف السكان.
واسترسل “هذا بالإضافة إلى استعدادنا للدخول في أشكال نضالية غير مسبوقة احتجاجا على تدمير المحمية الطبيعية مرجة اسمير عن آخرها ، وفي الأخير نطالب بإفاد لجنة مركزية للوقوف على الجرائم الأخرى المرتكبة في حق ممتلكات الشعب والمرجة بصفة عامة” .
وأكد في الختام أن الاحتجاجات ستبدأ يوم الأربعاء 31 دجنبر 2014 على الساعة العاشرة صباحاً بمقر الجماعة الحضرية بالمضيق على هامش الدورة الاستثنائية التي دعى لها الرئيس من أجل تفويت الملك العام لشركة ريتز كارلتون تمودى باي وشاطئ واد اسمير”.