فقد المغرب شخصيتين قياديتين خلال شهر و في نفس اليوم وبطريقة مأساوية الأولى غرقا وفاة سي أحمد الزايدي ، والثانية حادث مأساوي موت سي عبد الله باها وزير الدولة ، صدف مأساوية تحير المتتبع وتجعل الفضول يتحول إلى شك وتشكيك في الموت والقتل والإغتيال …….
الإشكالية التي تؤرقني أن لا أحدا يطرح السؤال على السياسي الذي لم يعد يقدر الخطر بالشكل المقبول ، وقد يسال سائل مستنكراً ما جدوى أن نخوض من جديد في مسائل تنتمي إلى المناظرات والجدالات الكلاميّة للإجابة عن سؤال إن كان الإنسان مسيّراً أو مخيّراً!!! والحال أنّ البشريّة، بعد ثوراتها المعرفيّة والتكنولوجيّة الكبرى، أثبتت طاقات الإنسان الخارقة وقدراته الذّاتيّة المتميّزة والخلاّقة على قيادة نفسه وقيادة العالم والسّيطرة على الطّبيعة وتطويعها لمصالحه وحاجاته؟
كما أنّ من أهمّ قيم التّنوير استعادة الفرد لمكانته المهدورة ، فكانت فلسفة الذّات انعتاقاً للذّات، وأنتجت الفلسفة العقلانيّة مفهوم الإرادة والحريّة والاختيار والوعي الذّاتي والمسؤوليّة… فبأيّ مسوّغ معرفي تكتفي بالقضاء والقدر ، هل قدر واد الشراط أن يغتال السياسيين سواء تحت القنطرة خنقا ، أو فوق القنطرة إعداما بالقطار إنها الفاجعة التي تتطلب طرح سؤال للجواب على الخطر ؟
لايمكن أن يستمر المواطن في قطع النهر وهو هائج ؟ ولايمكن لقاطني دور الآيلة للسقوط أن يستمروا في سباتهم ؟ ولايمكن ولايمكن ؟؟؟؟؟؟ على أي الأعمار بيد الله والرحمة على الموتى ؟