باشرت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن ببرشيد، مساء أول أمس الخميس، بتعليمات من النيابة العامة، تحريات للوصول إلى حقيقة وفاة بائع متجول والأسباب التي كانت وراء الحادث، في انتظار صدور تشريح ثلاثي على جثة الضحية رضوان الدقوني، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة مساء اليوم نفسه، بعد مشادة بينه وبين عوني سلطة كانا رفقة قائد المقاطعة الثانية ببرشيد.
ووفق مصادر متطابقة، فإن المعني بالأمر، وهو متزوج منذ 3 أشهر وزوجته حامل، ويشتغل بائع خضر، كان رفقة شريكه قرب مسجد «أحد» بشارع محمد الخامس بمدينة برشيد، فأثار انتباه قائد المقاطعة الثانية وعوني سلطة كانا يمران في تلك الأثناء على متن سيارة القائد وجود عربة الهالك وشريكه قرب المسجد موازاة مع صلاة العشاء، فترجل عونا السلطة وقصدا عربة المعنيين بالأمر، ودخلا في مشادة مع الهالك، الذي رفض تـسـليـمــها المــيــزان، وبعد حجز عوني السلطة للميزان غادر الضحية وشريكه المكان في اتجاه تجزئة الاسماعيلية وفي الطريق أغمي عليه، فأشعر شريكه عناصر الأمن التي ربطت الاتصال بسيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية التي نقلت الضحية إلى المستشفى المحلي الرازي لتلقي الإسعافات الأولية، لكن المعني بالأمر لفظ أنفاسه الأخيرة بقسم المستعجلات بالمستشفى المذكور
. الخبر نزل كالصاعقة على أصدقائه من الباعة الجائلين، الذين حجوا بعدد كبير (250 فردا) رفقة عائلة الهالك وجيرانه إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على صديقهم، والاحتجاج على سلوك أعوان السلطة، مما استدعى تدخل رجال الأمن للحفاظ على أمن المؤسسة الصحية وضبط كل ما يمكن أن يخل بسيرها العادي، حيث استمر وجود رجال الأمن إلى حدود الواحدة صباحا من أمس الجمعة.
وفي سياق متصل، أكدت المصادر ذاتها أن الضحية سبق له أن أجرى عملية جراحية على القلب، قبل سنة، بمساعدة من إحدى الجمعيات الإنسانية بالمدينة، مضيفة أن أسباب وفاة الضحية لازالت غير معروفة، خاصة أن جثته لا تحمل أي آثار للتعنيف باستثناء آثار عملية جراحية كان أجراها الضحية في وقت سابق على قلبه. وتم إيداع ﺠﺜﺔ البائع المتجول ﻣﺴﺘﻮﺩﻉ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺑﺒﺮﺷﻴﺪ في انتظار إخضاعها، تحت إشراف النيابة العامة، لتشريح طبي ثلاثي لمعرفة ظروف وملابسات الحادث.