لازالت “رحمة.ح”، وهي سيدة لا يتجاوز عمرها 36 سنة، ترقد بإحدى المصحات الخصوصية بالمدينة، بعد أن عاشت قصة مأساوية مع زوجها “عمر.أ” 35 سنة، الذي لم يترك منطقة في جسدها إلا وعالجها بطعنات كادت أن تفضي إلى موتها، بحسب الأطباء المعالجين.
قصة هذه الزوجة كما رواها أحد أقربائها لـ “الشمال بريس” انطلقت عندما عادت الضحية، من عملها في إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية”الكابلاج” بالمنطقة الصناعية، ووجدت في انتظارها الزوج، الذي بدا مصمما على سلبها ما كانت توفره من مال لقضاء أغراضها المهمة أو تسديد بعض المصاريف الطارئة، إذ رغم اعتراضها لكونها كانت تعرف أن المبلغ سوف سيصرف كاملا في المخدرات، لم تقو “رحمة” على المقاومة ونجح الزوج في الاستلاء بالقوة على مبلغ مالي قدره 5 آلاف درهم، قبل أن يغلق الباب وراءه ثم انصرف تاركا زوجته في حالة لا تحسد عليها. لكن القصة لم تنتهي بعد.
عاد الزوج، وهو مدمن على المخدرات، إلى المنزل مساء، وقد اشترى سكينا من النوع الكبير وحبلا غليظا يصلح لربط البقر والأكباش، ليباغت زوجته في غرفة النوم، ويقوم بتكبيلها، قبل أن يجامعها على النحو الذي تتعرض له الفتيات إلى الاغتصاب، فما كان على الضحية إلى أن تلجأ للبكاء والصراخ.
بعدما قضى وطره منها، شرع في معالجتها بذلك السكين الذي اقتناه تلك الليلة، فلم يترك منطقة في جسدها إلا وعرضها للضرب، ليتسبب لها في جروح بليغة، وفق ما أكده الأطباء الذين عاينوها بعدما حلت بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة.
على هذه الحالة قضت “رحمة” ليلتها مكبلة فوق الفراش، وبعدما حل الصباح، توسلته بفك قيدها والسماح لها بالذهاب إلى بيت الراحة لقاء حاجتها، ولحسن حظها أنه امتثل لطلبها وفك قيدها.
مباشرة بعد خروجها من غرفة النوم توجهت إلى شرفة المنزل، وهي تقطن بعمارة سكنية في الطابق الرابع بمنطقة ببني مكادة، بدأت تصرخ حتى يسمعها الجيران ويأتوا لإنقاذها من موت محقق، سمع الرجل الصراخ، وأتى بالسكين مرة أخرى لإسكاتها، فاعتقدت الضحية أن هذه نهايتها، وحاولت الإلقاء بنفسها من الطابق الرابع لتتخلص منه، فما كان عليه إلى أن يمسك بطرف من يدها اليمنى لمنعها من الارتماء، إلا أنه لم يقو على حملها من أعلى الشرفة، خاصة أنها فقدت الوعي في تلك الأثناء، فسقطت “رحمة” أرضا وسط استغراب بعض الجيران، الذين عاينوا هذه اللقطات “الهيتشكوكية”.
من الألطاف الإلهية، أن الضحية سقطت على ساقيها، ما تسبب لها في كسور بمختلف جسدها (رجليها على الخصوص)، ليتجمع حولها عدد من الجيران، الذين بادروا إلى إخطار المصالح الأمنية، التي حضرت إلى عين المكان بصحبة عناصر الوقاية المدنية، التي نقلت الضحية إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة، لتظل به أربعة أيام دون أن تتلقى أية عناية تذكر، ما أجبر عائلتها وزملائها في العمل على نقلها إلى مصحة خصوصية لإنقاذ حياتها.
“رحمة” خضعت بالمصحة لعملية جراجية على مستوى رجلها اليسرى، استغرقت نحو ثمان ساعات، وقام بها طاقم طبي يتألف من ثلاثة أطباء متخصصين في جراحة العظام، الذين قالوا إنها ما تزال بحاجة إلى خمس عمليات أخرى مستعجلة على مستوى الرجل اليمنى واليدين معا.
الزوج الجاني، وهو بائع للسمك بالتقسيط بالحي الحسني، جرى القبض عليه بعد ساعات قليلة من هذه الحادثة المأساوية، بيد أنه أحيل على المحكمة الابتدائية، فيما دفاع الضحية استنكر هذا الأمر، وقال إن خطورة الأفعال التي قام بها الجاني تستوجب محاكمته أمام محكمة الجنايات.
الصور نقلا عن الزميلة شمال بريس: