في لقاء حصري مع برنامج ” مساء الخير” بقناة (سي بي سي تو)، الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، التي استضافت الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، قال هذا الأخير إن الشعر كان الفن الأول في الأربعينيات وليست الرواية، وتكلم عن موقفي كل من العقاد ونجيب محفوظ في هذا الموضوع، واختلافهما بخصوصه.
وذكر الشاعر أنه حفظ القرآن كله في التاسعة من عمره، قائلا إنه لا تناقض بين حفظ القرآن وكونه علمانيا، ذلك لأن الإسلام ليس سلطة دينية. واعتبر أن الدولة المدنية هي التي تكون فيها السلطة للشعب، الدولة الحديثة الديمقراطية، وأن هذه الدولة هي التي تكون فيها السلطة للشعب بموجب دستور وضعي.
وأشار إلى أن الديمقراطية جديدة في مصر بسبب ميراث الطغيان، كما أشار إلى أن الفتح العربي لمصر كان احتلالا وغزوا للوطن، وأن بذرة التطرف الديني وقعت في مصر منذ الثلاثينيات من القرن الماضي. وبخصوص محمد علي قال أحمد عبد المعطي حجازي إن مصر استعادت استقلالها في عهد محمد علي، لأنه استطاع تكوين جيش خاص بها.
أما بخصوص الإسلام، قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي إن الإسلام في مصر مختلف عن الإسلام في الجزيرة العربية، وأن الملك فؤاد كان لديه طموح لوراثة الخلافة الإسلامية بعد قضاء أتاتورك على الدولة العثمانية.
وفي إشارة إلى التعليم المصري، قال إن المقررات التعليمية بمصر تدعو إلى التطرف والإرهاب. كما أشار، على مستوى آخر، إلى ظاهرة الإلحاد في مصر أنها قليلة، وهي ظاهرة أصبحت متفشية بين عناصر في مصر، وأصبحت مثار نقاش كبير على القنوات الفضائية بين العناصر الملحدة وشيوخ الأزهر، كما أن هناك من يجهر به. لكن هذه التهمة، بشكل آخر، لاحقت كل من نجيب محفوظ، نصر حامد أبوزيد وفرج فودة الذين تعرضوا للاغتيال. واعتبر أن تهمة الإلحاد رفعت شعارا لتبرير اغتيالات بعض المثقفين.
وعودة إلى الإسلام قال الشاعر إن الإسلام في كل الأحوال ثقافة، وأنه هو يعرف هذه الثقافة جيدا، مشيرا إلى أنه يعرف الإسلام أكثر بكثير ممن يتهمونه بالعمل ضد الدين.
من جانب آخر، تكلم حجازي عن نظام جمال عبد الناصر قائلا إنه وقع في فخ مجاملة النظام أيام عبد الناصر لأنه كان مؤمنا بشعاراته، وهذه الشعارات هي التي جعلته يصبر على غياب الديمقراطية وراجع نفسه. وعن علاقة المثقفين المصريين بالسلطة الحالية، قال الشاعر الكبير حجازي إن علاقة المثقفين المصريين مع السلطة الحالية هي علاقة غير مستقرة أو غامضة على اعتبار أن علاقة المثقفين برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ينبغي أن تتحقق من خلال مؤسسات ديمقراطية. واعتبر نفسه يقف إلى جانب عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، قائلا إنه عندما يتشكل البرلمان الجديد ستتحدد العلاقة بين الشعب والسلطة الحاكمة.
أما بالنسبة للمعارضة، قال ” إن المعارضة حاليا غير موجودة إلا في بعض الأقلام المؤمنة بالديمقراطية، وليس لدينا حزب معارض، كما أن هناك ظروف صعبة يعيش فيها المواطن المصري الذي يبحث عن رزقه والذي يراد له أن ينضم لحزب ما. وأضاف أننا نعيش بلا أحزاب منذ أن حلت على يد عبد الناصر، وبعد ثورتين( يناير ويونيو)، فإن الوضع غير مستقر، والثوريين في مصر يريدون الديمقراطية، ذلك أننا عشنا ستين سنة بلا عمل سياسي، ستين سنة نعيش في الطغيان في اللحظة التي فتحت فيها كل الأبواب للإسلام السياسي. إن الأحزاب والديمقراطية ثقافة وممارسة وثورتي يناير ويونيو دليل على طلب المصريين للديمقراطية “. كما أضاف ” قلت ستين سنة نعيش بدون ديمقراطية، تحت حكم أجهزة الأمن و الأحزاب التي صنعتها السلطة بالرشوة، وصنعتها أجهزة الإعلام التي لم يكن لها عمل إلا التسبيح بنظام الحكام”.
وفي الختام، وبرغم النفاق الحالي المكشوف وذكاء المواطن المصري، فإنه يأمل في ديمقراطية مصرية مستقبلا.