أخالني متأكدا أن فن الخط العربي عموما لم يسمع صوتا ألذ وأعمق من صوت هذا الفنان النابغة والحضور المدوي ليس في تطوان والمغرب، بل على المستوى العالمي، نظرا لأنه لأول مرة بجمع فنان بين محاضرة جامعة شاملة ومعرض متميز بدار الثقافة، ضمن فعاليات لقاء تطوان “الأبواب السبعة “، من تنظيم تطاون أسمير، احتضن أهم الخطوط العربية والمغربية، حيث ألبسها حللا غضة قشيبة تموج في أوقيانوسها جمال الفن برونق التشكيل زاهيا بلمحات من روائع شذرات وحكم جبران خليل جبران الخالدة.
إنه يمكن القول حقا بأنه معرض ورحلة تاريخية على أجنحة البحث والتنقيب الكاليكرافي بدءا من إلقاء الأضواء الكاشفة على مصادر الكتابة والخط العربي.
الصديقي تناول محاور مجموعة قيمة من المأثورات وشهادات كبار الفنانين العالميين وأقطاب الفكر الفني العربي بدءا بشهادة الفنان العالمي الإسباني بيكاسو والدكتورة أستون رئيسة مجموعة الفنون الأسيوية، وركز أيضا على أحاديث مأثورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة هذه الحكمة ” إنما الخطاطون والخياطون يأكلون من أعماق عيونهم”.
خطاطنا العالمي أحمد الصديقي سلط الضوء في محاضرته المتميزة على بدء رحلة الخط العربي منذ العصر الجاهلي حتى الآن… ولقد كشف لي الصديقي سرا هو أن أهم ما أثلج صدره بعد عناء كبير وتضحيات مادية ومعنوية ذلك الحضور المشرف جدا لأهم فعاليات ومثقفي تطوان النوعي، ولم ينسى حضور فنانات رائعات، الفنانة أحلام والفنانتين الجميلتين أمال وجوري، والفاعلة الجمعوية أمينة، حيث أسعده ذلك كثيرا، كما أنه شعر ببهجة كبيرة بحضور ابن زعيم الوحدة عبد الخاق الطريس الذي نوه بأعمال الصديقي في الخط في افتتاح الندوة المخصوصة للأمير مولاي الحسن بن المهدي الذي شجع بقوة الخط العربي والمغربي في عهده، وهو أمر لم يكن يعلمه حتى المتخصصون.
ويبقى خطاطنا العالمي أحمد الصديقي ليس أسدا في الخط فقط، كما كتبت في عمودي السابق، بل عملاقا في هذا الميدان الفني الذي ينبغي رد الاعتبار له وإعطائه مكانته التي يستحقها بين الفنون.